“عودة البيجيدي: محاولة يائسة أم استراتيجية ضائعة؟ كيف يتخبط حزب العدالة والتنمية في مستنقع الفشل بفاس”

“عودة البيجيدي: محاولة يائسة أم استراتيجية ضائعة؟ كيف يتخبط حزب العدالة والتنمية في مستنقع الفشل بفاس”

بقلم: مصطفى مجبر

يا له من مشهد مسرحي يعاد تمثيله كل مرة بنفس الأدوات المُتهالكة! لقد عاد حزب العدالة والتنمية، أو كما يحب أن يسمي نفسه “المصباح”، ليضيء علينا بنفس الوجوه والوعود البالية التي لم تعد تُثير حتى الضحك. نعم، الضحك، لأنه على ما يبدو أن السياسة في فاس تحولت إلى نوع من الكوميديا السوداء حيث يعود المرشحون السابقون بخفي حنين معتقدين أن الذاكرة الشعبية قصيرة كفاية لنسيان فشلهم الذريع!

محمد خيي، ذلك الرجل الذي يعرف بأدائه الضعيف في جنان الورد، يظهر مجددا وكأنه بطل من أبطال الخيال العلمي، متناسيا أن الفضاءات الخضراء التي حولها إلى صور لملصقات الحملة الانتخابية لم تثمر سوى عن تكاليف باهظة ابتلعت الميزانية دون رحمة.. وما زال يصر أنه قادر على الإنجاز والتجديد، في حين أن سجله يشير إلى كونه أكثر من مجرد “ممثل” في فن الوعود الفارغة.

لكن لنكون منصفين، الرجل لم يكتفِ بالفشل فقط، بل تفوّق في تحويل الفشل إلى مسرحية تراجيدية، حيث يلعب دور الضحية والقاضي في نفس الوقت، متهما الجميع بالفساد وهو يقف على أنقاض إنجازاته الوهمية… وما يزيد الطين بلة، أنه وفي كل مرة يخرج ليعد الناخبين بالجنة على الأرض، تقابله الساكنة بعبارات السخرية والاستياء، مؤكدين بذلك أن الثقة التي كانت موضوعة فيه قد تلاشت كما تتلاشى الأحلام الوردية عند أول وهلة من الواقع.

وبينما ينشغل البيجيدي بشراء الإعجابات الوهمية على الانترنت لصناعة صورة زائفة عن شعبية غير موجودة، يستمر المسرح السياسي في فاس بعرض حلقاته المملة من الوعود والانتكاسات…، ربما يكون الوقت قد حان لأن يعود السيد خيي وحزبه إلى خلف الكواليس، يتأملون في أخطائهم بصمت بدلا من الاستمرار في هذا العرض المخزي الذي لا يضحك أحدا بعد الآن، ولربما يكتشفون أن العودة إلى الرباط ليست فقط نصيحة سديدة ولكن قد تكون خطوة أولى نحو الإصلاح الحقيقي – أو على الأقل نحو فهم أن السياسة ليست مجرد مسرحية يعاد تمثيلها بنفس السيناريو الممل

الاخبار العاجلة