أفادت مصادر متخصصة في عالم المال والاستثمار بمنطقة فاس أن ملحقة المركز الجهوي للاستثمار بمدينة تازة، التي أغلقت منذ عدة شهور بقرار من السلطات المركزية، قد فشلت في جذب الاستثمارات بعد نحو 6 سنوات من تأسيسها. وكانت هذه الملحقة قد افتتحت في إطار محاولات لتشجيع الاستثمارات بالمنطقة.
وأرجع المصدر نفسه أسباب الإغلاق إلى هروب المستثمرين وضعف الاستثمارات في المنطقة، ما أدى إلى تدهور الوضع الاقتصادي بالمدينة والإقليم. وقد واجه المستثمرون، بمن فيهم شباب مغاربة العالم الراغبون في إطلاق مشاريع ميكرو اقتصادية، عقبات عديدة بدءًا من رفض طلباتهم للحصول على أراضٍ في الحي الصناعي رغم استيفائهم لجميع الشروط القانونية، مرورًا بعرقلة المنتخبين وأصحاب المقاولات الورقية، وصولًا إلى التعقيدات الإدارية.
المستثمرون الغاضبون عبّروا عن استيائهم الشديد من الممارسات غير المهنية التي واجهتهم، وكان لديهم توقعات عالية مستندة إلى القرارات الملكية السامية الداعمة للاستثمار، لكنهم وجدوا في تازة واقعًا مغايرًا يتسم بالمحسوبية والمحاباة التي تخللت عمليات تخصيص المشاريع.
وفي الوقت الذي تمت فيه الموافقة على تخصيص مشاريع لأفراد مقربين فشلت بعد فترة وجيزة، وجد بعض المستثمرين أنفسهم مجبرين على تغيير نشاط مشاريعهم لأخرى خدمية أو تجارية، في حين تم استبعاد الكثير من المشاريع الجادة التي كان من شأنها توفير فرص العمل للشباب. ولا تزال العديد من القطع الأرضية غير المستغلة محاطة بأسوار، تُستخدم في مشاريع غير مطابقة للتصاريح الممنوحة.
المستثمرون المتضررون يستعدون الآن لمراسلة الجهات الوصية للمطالبة بفتح تحقيق حول رفض طلباتهم وإعادة النظر في أسباب هذا الرفض
