ظاهرة السرقة في رمضان بفاس: بين البطالة والتحديات الأمنية”

ظاهرة السرقة في رمضان بفاس: بين البطالة والتحديات الأمنية”
مصطفى مجبر
مصطفى مجبر

في الوقت الذي يفترض أن يكون شهر رمضان فترة للتأمل الروحي والتقارب الاجتماعي، تواجه مدينة فاس تحديا متزايدا يتمثل في انتشار ظاهرة سرقة الهواتف المحمولة، مما يثير القلق والتساؤلات حول الأسباب الكامنة وراء هذه الظاهرة والحلول الممكنة لمواجهتها.

الأسباب المحتملة:
أولا، لا يمكن إغفال الدور الذي تلعبه البطالة في تفاقم هذه الظاهرة، فالشباب العاطل عن العمل، الذي يجد نفسه عالقا في دوامة الفقر واليأس، قد يرى في السرقة مخرجا مؤقتا لواقعه المعيشي الصعب، إلا أن هذه الظرفية لا تعتبر البتة مبررا لسرقة المارة من المواطنين في واضح النهار.. ولكن، هل يعقل أن يتحول شهر الرحمة والغفران إلى فرصة لارتكاب الجرائم والتعدي على حقوق الآخرين؟، فكيف يعقل أن يسرق الصائم ليدبر مائدة إفطاره؟!.

ثانيا، فإن ظاهرة أصحاب الدراجات النارية الذين يحترفون السرقة، والذين يستغلون سهولة الحركة والهروب التي توفرها الدراجات النارية لتنفيذ عملياتهم، احيانا بالتهديد وأحيانا أخرى بقطع اليد، هذه الظاهرة اصبحت حقا تؤرق المواطنين بشكل ملفت للنظر وغير مفهوم، ونحن كمواطنين ندرك حقا ان هذه الاستراتيجية تجعل من مهمة السيطرة على الجريمة تحديا أكبر بالنسبة للأجهزة الأمنية، لكن السؤال المطروح هو لماذا ينجح السارقون في مهماتهم دائما بعد فوات الأوان؟!.

الغياب الأمني:
في هذه الحالة، اصبح من الضروري طرح السؤال حول مدى فعالية الإجراءات الأمنية المتخذة لمواجهة هذا التحدي، هل هناك فعلا غياب أمني؟؟ ، أم أن القضية تكمن في الحاجة إلى تكثيف الجهود وتبني استراتيجيات أكثر فعالية للحد من هذه الظاهرة وتغيير أسلوب النشاط الأمني بالشوارع؟!.

للتصدي لظاهرة السرقة في رمضان، يجب اعتماد مقاربة شاملة تتضمن تحسين الظروف الاقتصادية وتوفير فرص العمل للشباب، بالإضافة إلى تعزيز الوعي بالقيم الروحية لشهر رمضان التي تنبذ العنف والسرقة، كما انه من الضروري أيضا تعزيز الحضور الأمني في الأماكن الحيوية وليس فقط على مستوى البؤر السوداء، كما ويجب تطوير استراتيجيات مبتكرة لمكافحة الجريمة تتضمن استخدام التكنولوجيا الحديثة مواكبة التطور الأمني لرصد وملاحقة الجناة.

في النهاية، يجب أن ندرك جميعا أن مسؤولية مكافحة الجريمة تقع على عاتق الأجهزة الأمنية المسؤولة الوحيدة عن حماية ممتلكات وضمان سلامة كافة أفراد المجتمع ليظل رمضان شهر الخير والأمان لجميع سكان فاس.

الاخبار العاجلة