بوجمعة الدعنوني
فترة من الماضي تراود مخيلتي وتجعلني أسبح في خيال، كان حقيقة بكل ألوانه وتلاوينه، يومان معدودان كانا ليلخصا للساكنة ما سيكون بالمدينة من ازدهار ورقي وتنافس في شتى الميادين، سباق لمن يعرض الأفضل من ما أنتج أو أنجز، ترى الفلاح ينافس الميكانيكي والضرير يبهر المبصر، كل من موقعه. وتمر أسراب من أمام منصة اعتلاها سادة القوم والأعيان في دهشة من ما ترسمه المواكب للذاكرة طيلة الثاني من مارس من كل سنة، والذي سُمّي آنذاك بيوم الاستعراض، اليوم التمهيدي لاحتفالات شعبية في كل ربوع الوطن. أما اليوم الموالي؛ فيعرف حركة ونشاطا غير اعتياديين، في القرى كما المدن يحج الناس أفواجا لأماكن اتسعت لعروض فلكلورية، تُنسي معايشتُها تعب الفصل الماطر، وتهيّئه لاستقبال ربيع مشرق باخضراره وانتعاش كل أشكال الحياة فيه. كنا وأباؤنا نعتبر يوم عيد العرش المجيد، يوم تربع جلالة المغفور له الحسن الثاني طيب الله ثراه. يوم الثالث من مارس يوم التحوّل من وإلى الأفضل، وكنا نعيش ونعايش ما حققه المغاربة طيلة السنة لتكتمل الفرحة باليوم المنشود.
إنه نقش خالد على الذاكرة، والنبش فيها يجعلني أغوص في ماضٍ يصعب استحضاره، وما لي إلا أن أدعوا بالرحمة والمغفرة لمن سطر تاريخ الوطن وأسسه على محبة صادقة بين العرش والشعب. وبالكناسبة أدعو الله وأقول، اللهم يا مجيب الدعوات وقاضي الحاجات أسألك بجاه نبينا المصطفى خير البرية صلى الله عليه وسلم، أن تشفي ملكنا الهمام محمد السادس نصره الله وأيده، شفاءً لا يغادر سقما. اللهم احرسه بعينك التي لا تنام، واكفه بركنك الذي لا يرام، واحفظه بعزك الذي لا يضام. اللهم أبقه ملاذا وذخرا لهاته الأمة، واحفظه بما حفظت به السبع المثاني والذكر الحكيم، يا ذا الجلال والإكرام. واحفظ اللهم ولي عهده صاحب السمو الملكي الأمير مولاي الحسن وصاحب السمو الملكي الأمير مولاي رشيد وسائر الأسرة العلوية الشريفة، إنك سميع مجيب.
