تُعاني مدينة صفرو، شأنها شأن العديد من المدن المغربية، من تفشي ظاهرة الكلاب الضالة التي أصبحت تشكل مصدر قلق وإزعاج حقيقي لسكانها، خصوصًا في حي المقاسم.
فما كان يُنظر إليه في السابق على أنه مجرد إزعاج عابر، تحول اليوم إلى كابوس حقيقي يُقض مضاجع الساكنة ليلًا، ويهدد سلامة أطفالهم نهارًا.
فمع حلول الليل، تتحول أزقة وشوارع حي المقاسم إلى ساحة للنباح المتواصل، الذي لا يهدأ ولا يتوقف. هذا النباح الصاخب والمزعج يحرم السكان من أبسط حقوقهم: الحق في النوم والراحة الأهالي، الذين أنهكهم التعب طوال النهار، يجدون أنفسهم أمام ليالٍ بيضاء، يتقلبون في فراشهم دون جدوى، في ظل هذا الضجيج المستمر.
الآباء والأمهات يعانون الأمرين وهم يحاولون تهدئة أطفالهم الصغار الذين يستيقظون مذعورين من شدة النباح، أو لا يستطيعون النوم أصلًا.
ولكن الأمر لا يقتصر على الإزعاج الليلي فحسب، فالكلاب الضالة أصبحت تشكل تهديدًا مباشرًا على سلامة الأطفال.
فغالبًا ما تتجمع هذه الكلاب في مجموعات، وتتجول بحرية في الشوارع والأزقة، مما يُثير الرعب في قلوب الأمهات والآباء الذين يخشون على أبنائهم من أي هجوم محتمل.
فقصص عضات الكلاب الضالة لم تعد حوادث نادرة، بل أصبحت تتواتر بشكل مقلق، مما يزيد من حجم القلق والخوف لدى الأسر.
يتردد الأطفال في اللعب في الخارج، ويُصبح الذهاب إلى المدرسة أو البقالة مغامرة محفوفة بالمخاطر، خصوصًا في أوقات الصباح الباكر أو المساء المتأخر.
أمام هذا الوضع المقلق، يوجه سكان صفرو، وخصوصًا قاطنو حي المقاسم، نداءً عاجلًا إلى السلطات المحلية والجهات المعنية للتدخل العاجل وإيجاد حلول فعالة ومستدامة لهذه الظاهرة.
فالأمر لم يعد يحتمل التأجيل، ويتطلب استراتيجية شاملة تتضمن:
- حملات مكثفة لجمع الكلاب الضالة: يجب على الجهات المسؤولة تنظيم حملات دورية ومكثفة لجمع هذه الكلاب بطرق إنسانية، ونقلها إلى مراكز إيواء مجهزة.
- تعقيم الكلاب للحد من تكاثرها: تعتبر عملية التعقيم من أهم الحلول للتحكم في تكاثر الكلاب الضالة على المدى الطويل، وبالتالي تقليل أعدادها بشكل تدريجي.
إن مشكلة الكلاب الضالة في صفرو لم تعد مجرد مشكلة ثانوية، بل هي قضية مجتمعية ملحة تتطلب تضافر جهود الجميع، من سلطات محلية ومواطنين وجمعيات مدنية، لضمان الأمن والراحة لسكان المدينة، وإنهاء هذا الكابوس الذي يقض مضاجعهم. فمتى سيعود الهدوء إلى ليالي صفرو، ومتى سيطمئن الأهالي على سلامة أبنائهم؟