فوضى وتنظيم كارثي يلطخان مهرجان حب الملوك.

فوضى وتنظيم كارثي يلطخان مهرجان حب الملوك.

شهدت الدورة 101 لمهرجان حب الملوك، الذي يُعد تظاهرة فنية وثقافية عريقة بمدينة صفرو، خروقات وتجاوزات خطيرة ألقت بظلالها على سمعة المهرجان وهويته، وذلك بسبب التنظيم الهاوي والأداء الأمني المتدني لشركة الأمن الخاص المكلفة بتأمين فعالياته.

لقد تحول المهرجان للأسف، من محفل للاحتفاء بفاكهة الكرز والتراث المحلي إلى مسرح للفوضى وسوء التنظيم، وهو ما أثار استياء عارمًا لدى الجمهور والفاعلين.

لقد أثارت سلوكيات البعض من عناصر الأمن الخاص التابعين للشركة المكلفة بتأمين المهرجان استنكارًا واسعًا، حيث تجاوزوا صلاحياتهم بشكل صارخ.

ففي غياب أي صفة ضبطية، عمد هؤلاء العناصر إلى طلب وثائق رسمية من المواطنين، وهو إجراء لا يدخل ضمن اختصاصاتهم ويُعد تدخلاً سافرًا في الحياة الخاصة للأفراد، الأدهى من ذلك، هو الطريقة التي تعاملوا بها مع الجمهور، حيث افتقرت إلى أبسط قواعد اللباقة والاحترام.

لقد سجلت العديد من الشهادات تصرفات غير مقبولة وغير مهنية، وصلت في بعض الأحيان إلى حد الاستفزاز وسوء المعاملة، وهو ما يعكس غياب التكوين الملائم لدى البعض من هذه العناصر وعدم إدراكهم لدورهم الحقيقي كأمن خاص وليس كسلطة عمومية.

ويزداد الأمر سوءًا بالحديث عن وجود البعض منهم لديه سوابق قضائية ضمن أفراد الأمن الخاص، وهو أمر لا يمكن استيعابه.

هذا الوضع يطرح علامات استفهام كبرى حول معايير اختيار وتوظيف هذه الشركة لعناصرها، ويُشكل تهديدًا حقيقيًا لسلامة وأمن الزوار.

إن هذا التهاون في اختيار العناصر الأمنية يسيء إلى صورة المهرجان ويُفقد الجمهور الثقة في قدرته على توفير بيئة آمنة ومريحة.

لم يقتصر الإخفاق على الجانب الأمني فحسب، بل امتد ليشمل تنظيم حفل اختيار ملكة جمال حب الملوك، الذي يُعد أحد أبرز فقرات المهرجان وأكثرها ترقبًا.

لقد كان هذا الحفل، بشهادة الجميع، دون المستوى المطلوب، حيث سادته فوضى عارمة وغياب للتنسيق، وقد أكدت اللجنة المشرفة على اختيار ملكة الجمال نفسها أن التنظيم لم يكن في المستوى المأمول، وهو ما يُعد إقرارًا رسميًا بالفشل الذريع.

هذا التخبط التنظيمي لا يُقلل فقط من قيمة المهرجان، بل يُسيء أيضًا إلى صورة مدينة صفرو ويُظهر ضعفًا في قدرتها على احتضان تظاهرات بهذا الحجم.

إن ما حدث في الدورة 101 من مهرجان حب الملوك يُعد مهزلة حقيقية تهدد بفقدان المهرجان لهويته وقيمته التاريخية.

إن المسؤولين مدعوون اليوم، أكثر من أي وقت مضى، إلى التدخل العاجل ووضع حد لهذه التجاوزات.

كما يجب إعادة النظر بشكل جدي في معايير اختيار شركات الأمن الخاص، والتأكد من توفيرها لعناصر مؤهلة ومدربة تتمتع بالأخلاق المهنية والسلوك الحضاري.

ويجب أيضا فرض رقابة صارمة على أدائها لضمان احترامها للقوانين والصلاحيات المخولة لها.

وعلى صعيد التنظيم، يتوجب على الجهات المشرفة على المهرجان إعادة هيكلة شاملة للجان التنظيم، والاستعانة بالخبرات والكفاءات القادرة على إنجاح تظاهرة بحجم مهرجان حب الملوك، إن المهرجان ليس مجرد فعالية سنوية، بل هو جزء لا يتجزأ من هوية مدينة صفرو وتراثها الثقافي.

وعليه، فإنه من الضروري العمل على إعادة الاعتبار له وضمان تنظيم دورات مستقبلية تليق بسمعته وتطلعات الجمهور.

الاخبار العاجلة