في واقعة صادمة تزامنت مع اقتراب عيد الأضحى، تمكنت عناصر الدرك الملكي بمنطقة السهول قرب سلا من إحباط محاولة توزيع لحوم مذبوحة بطريقة غير قانونية، إثر توقيف شاحنة تبريد كانت تنقل 43 كبشًا وعددًا من العجول المذبوحة في ظروف مخالفة تمامًا لمعايير السلامة الصحية. التحقيقات أظهرت أن اللحوم كانت في طريقها إلى الأسواق المحلية، في تجاوز صارخ للقرارات المتخذة لحماية القطيع الوطني وسط أزمة ندرة الماشية.
تفاصيل العملية تشير إلى أن المداهمة تمت بناء على معلومات دقيقة وصلت إلى عناصر الدرك، حيث تم رصد الشاحنة القادمة من سيدي علال البحراوي وتوقيف سائقها ومرافقه. وبعد فحص الحمولة من طرف المصالح المختصة، تبيّن أن الذبح تم خارج المسالخ المعتمدة، كما أن نظام التبريد داخل الشاحنة لم يكن يعمل وفق الشروط المطلوبة، ما جعل اللحوم غير صالحة للاستهلاك.
النيابة العامة أمرت بإتلاف الكمية المحجوزة، فيما تم إطلاق سراح الموقوفَين مؤقتًا في انتظار استكمال التحقيقات، التي سرعان ما كشفت تورط عشرة جزارين بمنطقة الكاموني، يُشتبه في أنهم الجهة التي كانت وراء هذه اللحوم المهربة.
ولم تقف التدخلات عند هذا الحد، حيث واصلت السلطات حملتها الوقائية قبيل العيد، وتمكنت من حجز كميات إضافية من اللحوم الفاسدة في المنطقة نفسها. كما فتحت الشرطة تحقيقًا في مقطع فيديو صادم يُظهر جزارًا يرش مبيدًا حشريًا على لحوم معروضة للبيع بسلا الجديدة، ما يعمق من خطورة الوضع الصحي المرتبط بجودة اللحوم المعروضة في الأسواق.