شهدت جهة الدار البيضاء سطات تراجعاً حاداً في أسعار اللحوم الحمراء خلال الأيام الأخيرة، في ظل التأثير المباشر لقرار إلغاء شعيرة عيد الأضحى لهذه السنة، وهو القرار الذي أربك حسابات المهنيين وأعاد تشكيل موازين العرض والطلب في الأسواق.
العديد من الجزارين وأرباب المجازر عبّروا عن دهشتهم من سرعة الانخفاض، مؤكدين أن الأسعار هوت بنسبة تتراوح بين 40 و50 في المئة خلال فترة وجيزة. وكان هذا التراجع نتيجة طبيعية لتراجع الإقبال الذي كان يشهد ارتفاعاً سنوياً كبيراً مع اقتراب العيد، حيث تُعد المناسبة محركاً أساسياً لسوق اللحوم.
المهنيون يتوقعون استمرار وفرة العرض في الأسابيع المقبلة، وهو ما قد يضمن نوعاً من الاستقرار السعري المؤقت، بينما يأمل المواطنون أن تستمر هذه الانخفاضات لتخفيف الضغط الناتج عن موجات الغلاء السابقة.
وأشار الكاتب الجهوي لتجار اللحوم الحمراء بالجملة، هشام الجوابري، إلى أن القرار الملكي أحدث تغييراً جذرياً في دينامية السوق، موضحاً أن أسعار الأغنام بالجملة، التي كانت تتراوح ما بين 120 و130 درهماً للكيلوغرام، تراجعت لتتراوح حالياً ما بين 60 و70 درهماً فقط.
وأضاف أن المجازر كانت تعتمد في الغالب على الأغنام المستوردة، بنسبة تصل إلى 95 في المئة، غير أن الأوضاع تغيرت بعد القرار، وارتفعت نسبة الاعتماد على الذبح المحلي لتتجاوز 50 في المئة، مما عكس تحولاً واضحاً في سلوك السوق.
وأكد الجوابري أن وتيرة العمل داخل المجازر لم تعرف اضطرابات، وأن السوق يظل تحت السيطرة، داعياً المواطنين إلى عدم التهافت على شراء كميات كبيرة أو تخزين اللحوم، لأن المعروض كافٍ لتلبية الحاجيات.
