يونس لكحل
في خطوة نوعية تعكس الاهتمام المتزايد بضرورة تعزيز مشاركة النساء والشباب في الحياة السياسية بالمغرب، أعلنت جمعية العلم نور للتنمية الثقافية والاجتماعية، بشراكة مع منظمة Oxfam ، عن انطلاق مشروع جديد تحت عنوان:
” الإعلام رافعة لأجل تعزيز المشاركة السياسية للنساء” ، وذلك خلال ندوة نظمت يوم الجمعة 18 أبريل 2025 بمدينة فاس.
اللقاء شهد حضور أطر خبراء في مجال قضايا النوع والمشاركة السياسية و ممثلات وممثلين عن الأحزاب السياسية، وإعلاميين، وفاعلين في الشأن المحلي، إلى جانب ناشطات مدنيات ومهتمين بقضايا النوع والتنمية. وتميز بمداخلات غنية بالنقاش والحوار العميق لإيجاد الحلول عبر تسليط الضوء على التحديات والإكراهات التي تواجه النساء في سعيهن إلى ولوج الفضاء السياسي، سواء من داخل الأحزاب أو عبر الإعلام، من خلال مقاربات شمولية لردم الهوة بين الجنسين على مستوى التمثيلية السياسية.
خلال اللقاء، تم استعراض أهداف المشروع الذي يراهن على الإعلام كأداة استراتيجية لتغيير الصور النمطية حول المرأة وقدرتها على التأثير السياسي، وتعزيز حضورها في المجال العام. وارتكز النقاش على عدة محاور أساسية، من بينها :
- تحليل الخطاب الإعلامي والسياسي حول قضايا المرأة.
- تسليط الضوء على التجارب السياسية النسائية الناجحة.
- التعاون مع الصحفيات والصحفيين في تغطية مواضيع النوع الاجتماعي.
- إنتاج محتوى إعلامي بديل يعكس واقع النساء وتطلعاتهن.
- إعداد أدلة ومصادر مرجعية لفهم قضايا التمثيلية السياسية النسائية.
- تشخيص واقع سياسي وإعلامي غير منصف للنساء.
المداخلات التي شهدها اللقاء سلطت الضوء على اسباب ضعف التمثيلية السياسية للنساء ، لا سيما في العالم القروي والمناطق الهشة، وغياب الإنصاف داخل الهيئات السياسية، إضافة إلى التحديات التي تواجه الإعلاميات أنفسهن في ظل منظومة إعلامية تفتقر أحيانًا لحساسية النوع.
ليتم التأكيد أيضًا على ضرورة تمكين النساء إعلاميًا وسياسيًا، من خلال برامج تكوينية، ودعم تقني ومرافقة مستمرة، لتأهيلهن لخوض غمار العمل السياسي والانتخابي بثقة وكفاءة.
الندوة المنعقدة اعتبرت محطة أولى ضمن سلسلة من الأنشطة التي ستشمل مختلف مناطق جهة فاس مكناس، بتنظيم من جمعية العلم نور، والتي أكد مكتبها المسير في كلمته على أن هذا المشروع يندرج ضمن رؤية تشاركية لخلق جسور تواصل قوية بين النساء والإعلاميين/ات من جهة، وبين النساء والأحزاب من جهة أخرى، من أجل تعزيز العدالة والمساواة وتمكين النساء من أدوار قيادية في تدبير الشأن العام.
يُذكر أن المشروع يستند إلى شراكة مؤسساتية مع منظمة Oxfam ، ويستهدف فتح النقاش حول الأدوار الاستراتيجية للإعلام في التأثير على المسار السياسي، وبناء خطاب إعلامي يعزز ثقافة المشاركة السياسية ويرسّخ تمثيلية عادلة للنساء .
