يونس لكحل
في واقعة غريبة ومثيرة للاستغراب والضحك كذلك.. ، شهدت الإقصائيات الجهوية للفروسية التقليدية ( التبوريدة ) المنظمة بمدينة تيسة بإقليم تاونات، مشاهد مؤسفة وصفها العديد من المتتبعين بـ” مهزلة المهازل “، بعدما أقدم حارس خاص تابع لإحدى الشركات الخاصة على منع عدد من المسؤولين المحليين ورؤساء ومنظمين من الدخول إلى فضاء ملعب الخيل، رغم كونهم هم من أشرفوا على تهييء التنظيم الجيد لهذه التظاهرة وسهروا على توفير كل شروط نجاحها من لوجستيك وتجهيزات ومستلزمات تنظيمية .
الوقائع المتكررة التي تناقلها الحاضرون بأسف كبير، أثارت موجة من الغضب والإستياء، خاصة وأن الممنوعين من الدخول هم من صلب اللجنة التنظيمية، بل ومسؤولون منتخبون يمثلون جماعات ترابية داعمة لهذه الاقصائيات ، إضافة إلى فاعلين في المجتمع المدني وأطر قدمت مجهودات كبيرة لإنجاح هذا الحدث الثقافي والتراثي الذي يدخل ضمن الأجندة الرسمية للتبوريدة، والمؤهّل للمشاركة في بطولة دار السلام الوطنية تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله.
وفي مشاهد أقل ما يقال عنها بأنها عبثية ومهينة ، ظل المعنيون بالأمر ينتظرون خارج الفضاء، في حين كان الحارس يتمسك بتعليمات مشكوك في مصدرها دون أي تنسيق مسبق مع المنظمين، مما يعكس سوء تدبير فادح وتجاوز غير مقبول للبروتوكولات التنظيمية المتعارف عليها في مثل هذه المناسبات.
هذا وتساءل عدد من الفاعلين : هل يُعقل أن يتم إقصاء منظمين ومسؤولين منتخبين رؤساء قدموا مجهودات جبارة لتنظيم تظاهرة بحجم إقصائيات التبوريدة؟ وهل أصبح حارس شركة خاصة فوق الجميع ليتخذ قرارات تتجاوز صلاحياته؟
هذه الحوادث المؤسفة تستدعي التدخل لوضع حد لمثل هذه التصرفات التي تضرب في العمق مجهودات الفاعلين الحقيقيين، وتمس بصورة العمل الجاد والتشاركي الذي يميز مثل هذه التظاهرات ، كما تطرح سؤالاً كبيراً حول جدوى التعاقد مع بعض الشركات التي تفتقر للتكوين المهني والوعي بالمهام الموكولة إليها، بإعتبار ان الفضاء المخصص للجنة التحكيم يوجد في مكان محكم العزل ولا يؤثر فيه احد ولا يقترب منه احد .. ، فلماذا يتم منع رؤساء جماعات ترابية ومسؤولون من الولوج لفضاء جلوس الشخصيات والمدعوين البعيد عن فضاء لجنة الحكام اصلا …، مع العلم انه يتم ادخال اناس مجهولين وغرباء ولا علاقة لهم لا بالتنظيم ولا بالمسؤولية لا من قريب او بعيد …!!!
الحقيقة المرة أن ما يقع يعد سلوك يسيئ للشركة المنظمة الإقصائيات والتي يقوم مدرائها التنفيديون على المستوى الوطني وأطرها وموظفوها بعمل جبار خدمة للصالح العام عبر تطوير فن الفروسية التبوريدة والدفع به إلى الإزدهار والرقي حماية لتراث المملكة وتثمينه … ، لكن للأسف في الاخير تأتي شركة خاصة للأمن الخاص وتدمر كل ذلك في لمح البصر لان هناك حارس غير مهني يفعل ما يريد بدون حسيب ولا رقيب !!! …. ،
ان إحترام القائمين على الشأن المحلي من منتخبين ومنظمين ومسؤولين في شتى الميادين من أولويات نجاح أي حدث، وأي تقصير أو تجاوز من أي جهة كيفما كانت يجب أن يُقابل بالرفض والتنديد ، فالتبوريدة ليست فقط عرض فرجوي، بل عنوان لهوية ثقافية وتراثية تستحق التنظيم الجيد والاحترام الكامل لكل من يساهم في استمرارها وتألقها… فلنقل جميعا ( لا ) في وجه هذا العبث بهدف إصلاح الخلل …