يونس لكحل
عقد اليوم إجتماع هام بمقر جماعة تيسة، ترأسه باشا المدينة، بحضور مدير دار الشباب وممثلي الجمعيات المدنية الثقافية والرياضية، بهدف التواصل حول مشروع “صندوق دعم تمثيلية النساء”، الذي يُعد من المبادرات الرائدة و التي تهدف إلى تعزيز دور المرأة في المجتمع وتقديم الدعم للجمعيات المعنية. هذا المشروع يُعد خطوة هامة في سبيل تشجيع المشاركة النسائية في مختلف المجالات، خصوصًا في الأنشطة الاجتماعية والثقافية والرياضية.
وخلال هذا الاجتماع المنعقد ، تقدم السيد باشا المدينة بمداخلة شاملة حول المشروع، حيث أبرز أهدافه الرئيسية وصيغه القانونية التي تضمن سيره بالشكل المطلوب. وأوضح أن هذا المشروع يهدف إلى دعم الجمعيات التي تعنى بتشجيع تمثيلية النساء في مختلف المجالات، ويمنحها إمكانية الحصول على تمويل يصل إلى 200 ألف درهم، وهو مبلغ من شأنه أن يساهم في تحقيق مشاريع مؤثرة تخدم المجتمع وتساهم في النهوض بالمشاركة النسائية.

وقد أكد باشا المدينة أن هذا البرنامج يكتسي أهمية بالغة في تعزيز دور المرأة في الحياة العامة، لا سيما في ظل التحديات الكبيرة التي تواجهها الجمعيات المحلية في تمويل مشاريعها وتنظيم أنشطتها. كما أوضح أن المشروع يهدف إلى ضمان تفعيل مبادئ المساواة والعدالة الاجتماعية عبر توفير الفرص المناسبة للجميع.
وفي إطار تعزيز المشاركة النسائية في الحياة العامة، استعرض السيد مدير دار الشباب بتيسة دور مشروع الصندوق المخصص لتشجيع المشاركة النسائية، مشيرًا إلى الأهمية الكبيرة التي يحملها هذا المشروع في تمكين الجمعيات المهتمة من تفعيل دور المرأة في المجتمع. وقال مدير دار الشباب إن هذا الصندوق يعد خطوة هامة نحو تحقيق العدالة والمساواة بين الجنسين، حيث يعكس التزام الحكومة وخصوصا وزارة الثقافة والاتصال بتقديم الدعم المستمر لتمكين المرأة في شتى المجالات.
وأضاف أن الصندوق سيمكن الجمعيات العاملة في هذا المجال من الوصول إلى الموارد المالية اللازمة لتنفيذ برامج ومشاريع تهدف إلى رفع الوعي بقضايا المرأة وتعزيز قدراتها على المشاركة الفعّالة في صنع القرار في مختلف المجالات . وبذلك، سيكون هذا الصندوق أداة فعّالة لدعم النساء في المجتمع، وتوفير الفرص لهن ليأخذن دورهن الريادي في مختلف القطاعات.
وأشار المدير إلى أن هذه المبادرة تأتي في وقت حساس يتطلب من جميع الفاعلين دعم هذه المشاريع الموجهة للنساء بهدف تعزيز حضورهن ومشاركتهم الفاعلة في مسيرة التنمية المستدامة.
هذا وخلال النقاش الذي تلا عرض باشا المدينة ومدير دار الشباب ، قدّم ممثلو الجمعيات المدنية والثقافية والرياضية مداخلاتهم التي تمحورت حول مشاريعهم المبرمجة والتحديات التي يواجهونها. وأشاروا إلى بعض الإكراهات المالية التي تعرقل تنفيذ مشاريعهم، لاسيما في الجوانب المتعلقة بالتمويل وصعوبة توفير الموارد اللازمة لإطلاق الأنشطة بشكل كامل والحفاظ على المكتسبات . بالإضافة إلى ذلك، تحدث البعض عن الصعوبات المرتبطة بالجانب اللوجستي والتدبير التنظيمي، خصوصًا فيما يتعلق بالنقل والدعم المالي للجمعيات الفاعلة …
وتطرقت بعض المداخلات إلى ضرورة تحسين التنسيق بين الجمعيات والمؤسسات المنتخبة والمصالح الخارجية لضمان تحقيق الاهداف المسطرة ، وفي هذا الصدد، أكد العديد من ممثلي الجمعيات على أهمية الدعم المستمر من طرف الجهات المعنية في تسهيل عملية إنجاز المشاريع الخاصة بتشجيع مشاركة النساء، خاصة تلك التي تهدف إلى تمكينهن في شتى الميادين.
أجواء الاجتماع كانت مفعمة بالتفاؤل، حيث أبدى الجميع استعدادًا للعمل المشترك وتكثيف الجهود بين السلطات الإقليمية والمحلية والمجلس الجماعي ، بالإضافة إلى المصالح الخارجية مثل المديرية الإقليمية للثقافة والاتصال ووزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة. وقد جرى التأكيد على أن التعاون بين هذه الأطراف سيكون مفتاحًا لحل العديد من الإكراهات التي تم الإشارة إليها، كما أن ذلك سيسهم في تحسين فعالية المشاريع والانخراط فيها .
وأشار المشاركون إلى أن التنسيق بين جميع الجهات المعنية سيكون له دور كبير في تجاوز العقبات التي تواجه الجمعيات، سواء على الصعيد المالي أو اللوجستي. كما تم التأكيد على أهمية تنويع المصادر التمويلية للمشاريع وضمان استدامتها على المدى الطويل.
ومن خلال هذا الاجتماع، يبدو أن هناك إرادة حقيقية لدى السلطات المحلية في شخص باشوية المدينة للتعاون بكل مسؤولية ووطنية عالية طبقا للقوانين المنظمة ، كما أن إستمرار الحوار بين مختلف الفاعلين المحليين قد يُثمر عن نتائج إيجابية على أرض الواقع. ومن المتوقع أن يُسهم مشروع صندوق دعم تمثيلية النساء في تيسير تنفيذ العديد من المبادرات الهادفة، التي سيكون لها تأثير كبير في تحقيق المساواة وتعزيز دور المرأة في شتى المجالات…


