يونس لكحل
تشهد جماعة فناسة باب الحيط ، يومه الثلاثاء 8 أبريل القادم ، حدثًا رياضيًا متميزا يتمثل في المباراة النهائية لدوري كرة القدم للفئات الصغرى في نسخته الثانية بدعم من المجلس الإقليمي لتاونات وجماعة فناسة ، والذي سيجمع بين فريقي دينامو تيسة وأمل عين مديونة، فريقين يمثلان جماعتين ترابيتين بالإقليم .
الدوري حقق نجاحًا ملفت بحيث اصبح يعكس الجهود المبذولة لتشجيع الشباب والأطفال على التميز في مجال الرياضة عموما وكرة القدم خصوصا ، من خلال فتح المجال أمامهم لإبراز مواهبهم .
فالدوري يعد بمثابة منصة حقيقية للبحث عن المواهب وتطوير مهارات اللاعبين الصغار، عبر إتاحته الفرصة للأطفال والشباب في المنطقة لإظهار قدراتهم، وتنمية شغفهم باللعبة الأكثر شعبية في العالم ، كما يساهم في تشجيعهم على العمل الجماعي وروح المنافسة، مما ينعكس إيجابيًا على شخصيتهم ويعزز قدراتهم البدنية والفكرية.

كما يُعدّ الدوري فرصة للتعريف بجماعة فناسة باب الحيط على مستويات عدة ، وجذب الأنظار إلى المنطقة والمؤهلات التي تتوفر عليها، وهي مبادرات ليست فقط ذات بعد رياضي تنافسي ، بل هي أيضًا فعاليات ثقافية واجتماعية فرجوية ترقى بالفضاء العمومي و تساهم في إبراز جوانب إيجابية متعددة من المنطقة، وتحفز على الإنفتاح على المجتمع المحلي .
والواضح الآن ان هذا الحدث الرياضي يبرز أهمية التفكير بشكل حتمي بضرورة دعم البنية التحتية الرياضية في المنطقة، وفي مقدمتها مشروع إنشاء ملعب معشوشب بالعشب الاصطناعي ، بحيث يتطلب تحقيق هذا الهدف مزيدًا من الدعم والتعاون بين الجماعة الترابية والمجلس الإقليمي ومجلس جهة فاس مكناس والفعاليات المدنية والرياضية، بإعتبار أن إقامة ملعب بمواصفات جيدة سيعزز من مكانة المنطقة كوجهة رياضية وسياحية مهمة وجب رد الاعتبار لساكنتها عبر تحقيق العدالة الإجتماعية لها تماشيا مع مخططات الدولة الإجتماعية كشعار إلتزم به من طرف السلطة التنفيذية …
إن تأهيل البنية التحتية الرياضية بالجماعات الترابية سيساهم في استمرارية تنظيم هذه الأنشطة الرياضية تكريسا للمشروع الوطني في هذا المجال والمملكة تستعد لإحتضان تظاهرات كبرى عالمية ككأس العالم وكأس أفريقيا… وهذا التنظيم المحكم والإصرار على النجاح يؤكد بأن هناك إستراتيجية ومخططات هادفة تظهر الدور الكبير الذي تقوم به جماعة فناسة باب الحيط في دعمها المتواصل لمثل هذه الأنشطة الرياضية الوازنة ، فبفضل جهود رئيس الجماعة وعدد من أعضاء مجلسه ، تم توفير الدعم اللوجستي والتنظيمي اللازم، بالإضافة إلى تحفيز اللاعبين على تقديم أفضل ما لديهم طوال شهر من المنافسات ، مما يؤكد ويُظهر عبر هذه المجهودات إلتزام راسخ في خدمة الشباب الرياضي وتوفير الفرص لهم في شتى المجالات، بالحرص على تطوير الرياضة في المنطقة بشكل عام ، وهنا يكمن دور الفاعل المسؤول المنتخب في تدبيره وتيسيره للشأن المحلي بفعالية تحقيقا للصالح العام .
دوري فناسة باب الحيط في مباراته النهائية سيعرف حضور شخصيات وازنة ، وتواجدها لن يكون فقط دعمًا معنويًا للحدث، بل هو تأكيد على أهمية الرياضة في بناء مجتمع متكامل يعنى بالصحة الجسدية والعقلية للشباب وتحفيزهم في المجالات التي تخدم الانسان وتنمي قدراته فيما هو إيجابي .
فدوري كرة القدم للفئات الصغرى بجماعة فناسة باب الحيط في دورته الثانية هو بمثابة احتفال رياضي يعكس اهتمامًا حقيقيًا بالشباب وبالمستقبل التنموي للمنطقة ، ومن خلاله، يتم تكريس مفهوم العمل الجماعي، والتميز الرياضي، والاكتشاف المبكر للمواهب . فلا شك أن الدعم المستمر والتعاون بين مختلف الأطراف المعنية سيضمن إستمرار نجاح مثل هذه المبادرات، ويعزز من دور الرياضة في تنمية المجتمع والتأكيد على النهضة التنموية والرياضية الكروية التي تميز المملكة تحت القيادة الرشيدة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيده ….
والأكيد أن تنظيم دوريات رياضية، مثل دوري كرة القدم في جماعة فناسة باب الحيط، يعد أكثر من مجرد منافسات رياضية بين الفرق المشاركة، بل هو مشروع استراتيجي يهدف إلى تحقيق دينامية رياضية تؤثر إيجابيًا، بحكم انه ومن خلال هذه الدورات، يتم خلق بيئة تحفّز الشباب على الإنخراط في الأنشطة الرياضية التي تعود عليهم بالفائدة الكبيرة على المستويين البدني والعقلي القيمي ، وتساهم في بناء مجتمع رياضي واعٍ يقدر أهمية الصحة الجسدية والتنمية الشخصية.
فالدعم المتواصل والتخطيط الجيد لهذه الدورات يهدف إلى أن يكون له نتائج ملموسة على المدى القريب و المتوسط، فالشباب الذين يشاركون في مثل هذه الأنشطة الرياضية لا يكتسبون فقط مهارات رياضية، بل أيضًا قيمًا اجتماعية أساسية مثل حب الوطن و العمل الجماعي التضامني التآزري والإنضباط والإحترام المتبادل والروح الرياضية … ، حتى ان هذا الأثر يمتد ليشمل المجتمع المحلي ومحيطه ، لأن المشاركة في الأنشطة الرياضية يسهم في خلق بيئة مجتمعية أكثر تماسكًا وتعاونًا ،
و الأهداف الكبرى التي يسعى إليها الواقفون وراء تنظيم هذه الدوريات الرياضية، هو التعريف بالمؤهلات الإقتصادية والطبيعية والبشرية للمنطقة ، و في حال تم دعم هذه المؤهلات بشكل مناسب من طرف الدولة ، يمكن تحويل المنطقة إلى مركز تنموي رائد و جذاب مستقطب وليس طارد .. ،
فالفهم العميق لهذا العمل الإستراتيجي يعد أساسيًا في إستثمار الموارد لتحقيق النتائج المستدامة للتنمية المجالية
برؤية تلتقي مع أهداف النموذج التنموي الجديد الذي أعطى إنطلاقته صاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله.،
كمشاريع ترتكز على تعزيز قدرات الشباب، عبر تفعيل المبادرات المحلية وتشجيعها ودعمها من جل القطاعات ، لأن الرياضة تعد أحد المكونات الأساسية للتنمية ،
ولنعلم جميعا بأن تنظيم دوري لكرة القدم للفئات الصغرى في جماعة فناسة باب الحيط ليس محطة عابرة هكذا وفقط … ، بل يشكل بحق خطوة هامة نحو تحقيق تنمية شاملة ، بإعتبارها تؤسس لمفاهيم تسييرية تدبيرية تدعم التنمية البشرية والإقتصادية والإجتماعية والرياضية والثقافية كوحدة متكاملة يتمظهر فيها الواقع بأمل في غد أفضل في وجهة واحدة تتجه نحو التطور والإزدهار والرقي ، هذا الذي من أجله تم تأسيس مؤسسة عمومية مؤطرة قانونا كجماعة ترابية بها مواطنون رعايا صاحب الجلالة ، لهم الحق كل الحق في تحقيق تطلعاتهم …
جدير بالذكر بأنه وقبل إنطلاق المباراة النهائية يومه الثلاثاء القادم ، سيكون الجمهور على موعد مع مباراة رفع الستار الوديّة بين فريق قدماء لاعبي جماعة فناسة باب الحيط وقدماء اللاعبين من الجيل الذهبي للمنتخب الوطني الفائز بكأس إفريقيا سنة 1976 ، الأساطير ” عبد الله التازي ورضوان الكزار وحميد المرواني جيل السبعينات والثمنينات ( بالماص) ولاعبين سابقين بالمغرب الرياضي الفاسي عثمان العلوي ” عمر حاسي ” عبد السلام بوعاز ” عبد الرحمان لمساسي ” عبد الهادي حلحول ” حسن الرفاهية ” أحمد المسكيني” .، هؤلاء النجوم بمشاركتهم لن يقفوا فقط عند تقديم عرض رياضي كروي ممتع ، بل سيركزون أيضًا على إكتشاف المواهب الناشئة في المنطقة وتقديم الدعم عبر التوجيه والتأطير بتضامن ووطنية عالية …
