غفساي.. مستشفى فيسبوكي أم حلم ضائع؟

غفساي.. مستشفى فيسبوكي أم حلم ضائع؟

مصطفى مجبر

قبل شهور، استبشرت ساكنة غفساي خيرا بخبر طال انتظاره، حين أعلن رئيس الجماعة عن مشروع بناء مستشفى القرب، بمبلغ ضخم قارب 8 مليارات سنتيم، في خطوة وُصفت بأنها ستنتشل المنطقة من واقعها الصحي المزري. الإعلان، الذي جاء بعد اجتماع رسمي، خلق أملا جديدا لدى المواطنين، لكنه سرعان ما تبخر، بعدما بقي المشروع مجرد حبر على ورق، بلا أثر ملموس على أرض الواقع.

مرت الشهور، ولم تتحرك الجرافات، ولم يشاهد أي نشاط في موقع المستشفى المفترض، باستثناء الضجيج الذي تثيره مواقع التواصل الاجتماعي، حيث تعالت التساؤلات المحرجة: أين ذهب المشروع؟ هل تم التراجع عنه؟ ولماذا اختفى الحماس الرسمي الذي صاحب الإعلان عنه؟ أسئلة مشروعة تعكس خيبة أمل الشارع الغفساوي، خصوصا في ظل استمرار معاناة المرضى مع مستشفى الحسن الثاني، الذي لم يعد سوى محطة عبور نحو تاونات أو فاس، بسبب ضعف الخدمات وقلة التجهيزات.

وفي غياب أي رد رسمي، انتشرت تكهنات بأن المشروع قد يتم نقله إلى منطقة أخرى، أو ربما تم إلغاؤه تماما، فيما يرى البعض أن تعثره مرتبط بمشاكل عقارية تخص الوعاء الذي كان مقررا أن يحتضنه. لكن وسط كل هذه الأقاويل، يبقى المؤكد أن الساكنة لم ترَ شيئا سوى وعود متطايرة ومنشورات لم تجد طريقها إلى الواقع.

ما يحدث مع هذا المشروع ليس استثناء، بل حلقة جديدة في سلسلة من المشاريع التي وعد بها المواطنون، لكنها لم تتجاوز عتبة الخطابات الرسمية، مشاريع تنموية بقيت رهينة سوء التدبير وانعدام الجدية، وبعضها حتى بعد إنجازه ظل مغلقا بلا فائدة!.., وبينما يعاني المواطن من التهميش، تتراكم الأسئلة حول مسؤولية المنتخبين ومدى قدرتهم على الترافع عن مصالح الساكنة بدل الاقتصار على الوعود الموسمية.

الواقع الصحي المتردي في غفساي لم يعد يحتمل المزيد من التبريرات، والمواطنون لا يريدون خطابات جديدة بل أفعالا ملموسة.
واليوم، لم يعد رئيس الجماعة مطالبا فقط بالرد، بل بتقديم إجابة واضحة: هل سيرى مستشفى القرب النور، أم أنه مجرد وهم انتخابي آخر تم تسويقها عبر الفيسبوك وسرعان ما سينسى؟

الصورة مأخوذة عن صفحة بني زروال

Breaking News