القنيطرة..مؤتمر دولي حول موضوع “الانتحال في الآداب والفنون”

مصطفى مجبر17 أكتوبر 2024
القنيطرة..مؤتمر دولي حول موضوع “الانتحال في الآداب والفنون”

جواد جعواني

انطلقت يومه أمس الأربعاء الموافق 16 أكتوبر الجاري، برحاب كلية الآداب واللغات والفنون بجامعة ابن طفيل-القنيطرة، فعاليات المؤتمر الدولي حول موضوع “الانتحال في الآداب والفنون”.

وافتتح المؤتمر بكلمة لعادل الشلح، نائب رئيس جامعة ابن طفيل مكلف بالبحث العلمي والتعاون والذي أكد على أهمية المؤتمر موضحا أنه يعد فرصة سانحة أمام عموم الطلبة والباحثين للتعرف أكثر على موضوع “الانتحال في الآداب والفنون” من خلال مجمل المحاضرات والمداخلات التي سيعرفها هذا المؤتمر والتي ستسلط الضوء على مختلف جوانب الانتحال، سواء في الأدب أو الفنون، وذلك من زوايا متعددة، تشمل الجوانب التاريخية، الثقافية، والاجتماعية.

من جانبه قال محمد زرو، عميد كلية الآداب والفنون على أن تدريس الآداب والفنون بذات الكلية لا يقتصر على الدروس الأكاديمية التي يأطرها الأساتذة، بل يشمل عموم المبادرات التي تنظم برحاب الكلية من قبل مختلف الفعاليات، منوها بالعمل الجاد وبجودة الإنتاج الأكاديمي الذي تنتجه مختلف مختبرات البحث الأكاديمي التابعة للكلية وعلى رأسها مختبر الآداب والفنون والهندسة البيداغوجية، مؤكدا على أن باب العمادة سيبقى مفتوحا أمام كل المبادرات الجادة التي من شأنها الرقي بجودة البحث العلمي والأكاديمي للكلية.

وأوضحت سناء غواتي مديرة مختبر الآداب والفنون والهندسة البيداغوجية، المنظم للمؤتمر، على أن الهدف من تنظيم هذا الحدث الأكاديمي هو المساهمة في تحليل ودراسة ظاهرة الانتحال في السياقين الأدبي والفني، وتسليط الضوء على التحديات التي تواجه المبدعين في زمن العولمة والتكنولوجيا الرقمية، وأضافت غواتي في كلمتها على أن مجمل المداخلات المبرمجة ستساهم في تقديم رؤى نقدية واستشرافية حول هذه الظاهرة، بالإضافة إلى طرح مقاربات جديدة لمكافحة الانتحال ودعم الأمانة الفكرية.

وتميز اليوم الأول من المؤتمر بدرس افتتاحي ألقاه الكاتب عبد الفتاح كيليطو، حيث تناول موضوع الانتحال من زاوية تاريخية وفكرية، مسلطًا الضوء على التدليس والانتحال في مقامات الحريري وشخصية المحتال أبو زيد السروجي، إضافة إلى تهم السرقة العلمية التي طالت الحريري بسبب مقاماته. وتطرق أيضا لأوجه التشابه والاختلاف بين مفهومي الإبداع والانتحال في الأدب العالمي. وأشار كيليطو إلى أن ظاهرة الانتحال ليست جديدة على الأدب، بل تمتد جذورها إلى العصور القديمة، حيث تمثل تحديًا مستمرًا للمبدعين والنقاد على حد سواء.

من جانبها، قدمت الكاتبة ثريا أولهري مداخلة ركزت فيها على الانتحال في السياق النسائي، مشيرة في مداخلتها لأشهر حالة انتحال وتدليس في تاريخ الكنيسة و بطلتها جان المرأة التي انتحلت هوية رجل لتلتحق بالكنيسة و تتسلق المراتب بفضل ذكائها و كفاءتها لتصل إلى أعلى مرتبة و هي البابا.

وتحدثت أولهري أيضا عن غياب التمثيل الكافي للنساء في النقاشات حول الانتحال، رغم وجود العديد من الحالات التي تكشف عن دور المرأة كضحية للانتحال أو كمبدعة تتعرض للسرقة الفكرية. ودعت أولهري إلى ضرورة تسليط الضوء على هذه الجوانب بشكل أكبر لتعزيز دور المرأة في الساحة الأدبية والفنية.

أما اليوم الثاني للمؤتمر فقد عرف مداخلة للكاتب والصحفي عبد الله بنسماعين، والذي ركز في مداخلته على موضوع “الانتحال من خلف لوحة المفاتيح”، حيث تطرق إلى قضايا السرقة الأدبية في العصر الرقمي، موضحًا كيف أصبحت التكنولوجيا الحديثة وسيلة تسهل عمليات الانتحال. وأكد على أهمية تطوير آليات جديدة للتصدي لهذه الظاهرة في ظل التغيرات المتسارعة في وسائل النشر والإبداع.

جدير بالذكر أن مختبر الآداب والفنون والهندسة البيداغوجية، التابع لكلية الآداب واللغات والفنون بجامعة ابن طفيل، يعد منارة للبحث العلمي والأكاديمي في الجامعة. منذ تأسيسه، ظل المختبر رائداً في تنظيم العديد من اللقاءات والندوات الأكاديمية، بالإضافة إلى نشر العديد من البحوث والدراسات الأدبية التي تسهم بشكل كبير في إغناء البحث العلمي بالمغرب. بفضل جهوده المتواصلة، أصبح المختبر مرجعًا مهمًا للباحثين والطلاب المهتمين بمجالات الأدب والفنون، ويساهم في تعزيز الحوار الأكاديمي وتطوير المعرفة في هذه المجالات.

الاخبار العاجلة