عامل إقليم تاونات يتجه لأجل تحقيق التنمية بجماعة فناسة باب الحيط،  وأعضاء بالمكتب المسير والمعارضة يرفضون …

عامل إقليم تاونات يتجه لأجل تحقيق التنمية بجماعة فناسة باب الحيط،  وأعضاء بالمكتب المسير والمعارضة يرفضون …

مصطفى مجبر -يونس لكحل

في سياق مؤسف يعكس حالة من العرقلة والمعارضة للتنمية، أظهر أعضاء مستشارين مشاركتهم بالرفض لمشاريع مهمة خلال دورة أكتوبر الخاصة بالمجلس الجماعي لفناسة باب الحيط إقليم تاونات .
أربعة عشر نقطة تهم مشاريع تنموية  لتحسين الحياة بدواوير تراب الجماعة، رغم برامج التنمية الاجتماعية الداعمة، وعلى الرغم من الجهود الكبيرة التي يبذلها عامل الإقليم، الذي يواجه دائما تصويتا بالرفض من المعارضين، مما يعيق الجهود الإصلاحية الضخمة التي يحاول العامل تنفيذها، إذ ظهر تصويت المعارضة ضد النقطة الرابعة والتي تخص الدراسة والمصادقة على الميزانية التعديلية على ضوء مراجعة حصة الجماعة من الضريبة على القيمة المضافة..
تدخل رئيس الجماعة الذي أكد على ان هاته النقطة تم برمجتها بطلب من السيد عامل الاقليم والذي حت على برمجتها فيما يخص متأخرات الموظفين الذين استفادوا من الترقية وأيضا قطاع الكهرباء وفي المنازعات التي تهم الجماعة
وهذا ما أكده في تدخله مدير المصالح بالنيابة على ما تقدم به الرئيس
وعند فتح باب النقاش تدخل النائب الثاني للرئيس ليؤكد نفس المعطيات
لكن وبعد المرور إلى عملية التصويت تم رفضها .
فيما يهم مساهمة المجلس بالكازوال فقط من أجل إتمام المقطع الطرقي المتبقي على مسافة 120 متر تقريبا لفك العزلة بين دواري اليونان وبوعيدون أما فيما يخص بناء ملاعب القرب في “بورده”، “فناسة”، و”باب الحيط” الذي سبق وأن تمت مناقشته في اجتماع لجنة المالية ،وهو ما يعرقل فرص الشباب في هذه المناطق لممارسة الرياضة وإفراغ طاقات الشاب واكتشاف المواهب الرياضية بعيدا عن الشوارع والأماكن العشوائية.
المعارضة ومن بينها اعضاء بالمكتب المسير هؤلاء الذين يبرمجون باللجان طبقا للقانون الداخلي للمجلس ، تجدهم يتبجحون بأسباب غير مقنعة لعرقلة المشاريع التنموية وهي الخطوات التي  اصبحت تمثل عقبة حقيقية أمام تقدم المنطقة وتأخير استفادة السكان من حقوقهم الأساسية، وهنا يتجلى السؤال المحوري: متى ستكون هذه المعارضة ومن معهم بالمكتب المسير  جاهزون لتقديم بدائل حقيقية تدعم التطوير والتقدم؟
إن تجاهل الفرص الناجم عن الرفض العميق لمثل هذه المشاريع يمثل خيانة للسكان  وتهديدا لحق الساكنة في الاستفادة ، وهنا بتعجب وانبهار نتسائل كيف لمستشارين منتخبين يقفون ضد تنمية المنطقة ومحاربة كل أفق تنموي بحسابات عجيبة وغريبة!!! … حتى تأكد بالدليل والبرهان على ان السلطات الإقليمية والمحلية تبادر وبوطنية عالية بالتعاون والمؤازة وتدليل الصعاب لأجل تحقيق التنمية المستدامة، لكن بالمقابل تجد منتخبون يا حسرة !!! يحاربون كل تقدم وتطور لمنطقتهم …!!!
إن تغيير هذا المشهد المتعثر والمخزي يتطلب إرادة حقيقية للتعاون والتغيير نحو الأفضل، ليس فقط من المسؤولين المحليين ولكن أيضا من جميع الفاعلين في المجتمع.
كما أن تكرار هذا السيناريو المحبط واستمرار هذا الجمود والتعطيل لا يمكن النظر إليه إلا كجرح عميق في قلب طموحات ساكنة دواوير تاونات الغيورة على المنطقة، الذين طالما انتظروا بفارغ الصبر لحظة الانفراج والانطلاق نحو مستقبل أفضل..
جيل من الشباب ينمو وسط أحلام تتلاشى، وهموم تتفاقم، مع كل ” لا ”  تقال في وجه مشاريع يمكن أن تحدث تغييرا كبيرا في حياتهم. هؤلاء الشباب الذين كان من الممكن أن يجدوا في ملاعب القرب على سبيل المثال مساحة لممارسة الرياضة وتطوير مهاراتهم، وجدوا أنفسهم محاصرين في دوامة الإهمال والتهميش، ضحايا لصراعات مخزية لا علاقة لها بالسياسة بل لها علاقة بمصالح خاصة ضيقة .
إن رفض هذه المشاريع لا يعني فقط تعطيل البنية التحتية أو تأخير التنمية، بل هو قتل للأمل في نفوس أجيالٍ بأكملها. إنه تصويت ضد الطموح، وضد حق كل فرد في هذه المناطق في حياة كريمة، فمن المحزن أن يصبح المستقبل ضبابيا، حيث تطفأ شموع الأمل واحدة تلو الأخرى، بينما يراقب السكان ما يجري دون أن تتاح لهم فرصة تغيير واقعهم المؤلم.
هل يستحق سكان هذه المناطق العيش في ظل هذا الإحباط المستمر؟ أليس من حقهم أن يروا أبناءهم يكبرون في بيئة تتيح لهم تحقيق أحلامهم؟
كل صوت رافض هو ضربة قاسية لآمال الشباب وأهاليهم، وكل تأخير في تنفيذ هذه المشاريع هو تأخير في تحقيق حلمهم بمستقبل أفضل.
ولكن، وسط هذا الظلام، تظل هناك شموع مضيئة، تتمثل في الجهود الجبارة التي يبذلها السيد العامل والسلطات المحلية لمحاولة لإحداث التغيير.
إنهم يؤمنون بأن التنمية ليست رفاهية، بل ضرورة قصوى لتحسين حياة الناس. لكن السؤال الذي يطرح نفسه: إلى متى سيظل هؤلاء المعارضون يعرقلون هذه الجهود؟ وهل سيتذكرهم التاريخ كعقبة في وجه التقدم، أم سيأخذون موقفا شجاعا ويقررون الوقوف إلى جانب ساكنة تاونات لتحقيق التنمية التي لطالما طال انتظارها؟
إن التاريخ لا يرحم، والسكان لن ينسوا من وقف في طريق تطورهم وحرمانهم من حقوقهم الأساسية، الآن هو وقت اتخاذ القرارات الجريئة، ووقت تغليب المصلحة العامة على المصالح الضيقة والمناورات السياسية.
الوقت لم يعد في صالح للانتظار، فالساكنة تستحق أن ترى نتائج ملموسة في حياتها، وأن تعيش بكرامة وأمل في مستقبل أفضل.
إن هذا التعطيل المستمر لا علاقة له بالسياسة بل بمئارب أخرى تجاوزا لن نخوض فيها … ، بل هو جرح ينزف في وجدان كل فرد من ساكنة تاونات. هؤلاء الذين حلموا ذات يوم بمستقبل مشرق لأبنائهم، يرون الآن أحلامهم تتبخر على وقع “لا” بلا مبرر، تلك الكلمة التي تقتل فيهم كل بارقة أمل.
إن الشباب الذين كبروا على أمل أن تكون لهم فرص أفضل، يجدون أنفسهم اليوم محاصرين بين مطرقة الرفض وسندان التهميش، معزولين في واقع يخنق فيه الطموح، حيث المشاريع التنموية مهما كانت بسيطة كان يمكن أن تكون لهم متنفسا أصبحت مجرد وهم يتلاشى.
إن من يعارض هذه المشاريع، لا يعارض فقط بناء الملاعب أو تحسين البنية التحتية، بل هو يرفض الحياة الكريمة لسكان هذه المناطق. فكيف لنا  أن نطلب من الشباب أن يكونوا فاعلين في مجتمعاتهم إذا كانوا محرومين من أبسط حقوقهم في الترفيه والتعليم والتطور؟ كيف يمكن لأم أن تنظر في عيون ابنها الذي يسألها: “لماذا لا أملك أبسط ما يملكه طفل يعيش بمدينة حضرية من قرب المدارس والمستشفيات وكرامة العيش او على الأقل مكانا ألعب فيه مثل الآخرين؟” كيف يمكن لأب أن يشرح لإبنه أن طموحاته وأحلامه قتلت لأن هناك من قرر أن يضع حواجز أمام التغيير إن لم يكن لحاجة في نفس يعقوب فما السبب الحقيقي وراء كلمة “لا”؟
إن هذا الصراع ليس مجرد نزاع بين مؤيدين ومعارضين، إنه صراع بين الأمل واليأس، بين المستقبل والماضي. وفي كل مرة يتعطل فيها مشروع تنموي، يدفع الشباب خطوة إلى الوراء،  وهنا تسائل الدولة !!! ، بعدما تحرم الساكنة من حقها في العيش داخل بيئة تقدر أحلامها. إنه أمر مأساوي أن تكون اللاسياسة وسيلة لعرقلة ما هو حق مشروع للجميع… وهنا وجب تدخل الدولة لحماية مصالح رعايا صاحب الجلالة حفظه الله ونصره بفناسة باب الحيط …
لكن، حتى في أوج هذا الإحباط، يبقى هناك من يؤمن بالتغيير، من يرفض أن يستسلم لهذا الواقع المؤلم. فالسيد عامل الإقليم والسلطات المحلية لا يزالون يكافحون من أجل تحويل الحلم إلى حقيقة، ويواصلون العمل رغم كل العراقيل، لأنهم يعرفون أن الأمل هو الشعلة التي لا يجب أن تنطفئ. تلك الملاعب، وتلك المشاريع، هي أكثر من مجرد حجر يوضع هنا أو هناك؛ إنها حياة تبنى، إنها مستقبل ساكنة  وجب ان يتشكل ، إنها فرصة لأجيال كاملة لتحلم وتحقق مبتغى دولة الحقوق والمؤسسات،  دولة محمد السادس حفظه الله ونصره عاهل مملكة  البناء والتشييد وخدمة المواطنين والمواطنات بكل ربوع المملكة …
إلى متى سيظل صوت الرفض أعلى من صوت الأمل؟ إلى متى سيظل البعض يضع العراقيل في طريق التقدم؟ التاريخ سيحكم، والسكان لن ينسوا من كان عائقا أمام طموحاتهم، فالأيدي التي رفعت بكلمة “لا” سيشهد عليها التاريخ لا محالة. لقد حان الوقت لأن يدرك الجميع أن التنمية ليست خيارا، بل هي واجب، ذلك الواجب الذي يفرض على الجميع أن يتحدوا من أجل بناء مجتمع يكون فيه الأمل هو السيد، وليس الخوف من التغيير بحسابات خاصة ضيقة تقتل الأمل في السياسة وتضحي بالمؤسسات ومشروع دولة الحقوق والمؤسسات .
في النهاية، ستظل الساكنة تتطلع إلى اليوم الذي تترجم فيه تلك الوعود إلى واقع، اليوم الذي يصبح فيه لكل طفل مكان يلعب فيه، ولكل شاب مكان يتعلم فيه، ولكل شيخ مكان يشعر فيه بالأمان والفخر، محاطين بالأمل بدل الإحباط وبالحماس بدل الخذلان وبالاعتزاز بالانتماء لتاونات بدل الخجل منها!  وهنا وجب التحذير للدولة ومؤسساتها بأن من يعارضون تحقيق التنمية للمواطنين والمواطنات بالجماعات الترابية هؤلاء يعتبرون اكبر تهديد للدولة ، بكل بساطة لأنهم يكرسون فقدان الثقة لدى المواطنين في أسس وجود الأمة كدولة في أعماقها ،وهنا يكمن التهديد الخطير عبر تبخيس ممارسة وفاعلية المؤسسات المنتخبة ، ومن هذا المنطلق وجب تدخل الدولة لحماية مصالح المواطنين والمواطنات …

الاخبار العاجلة