شهدت مدينة الفنيدق تعبئة أمنية غير مسبوقة، حيث أرسلت السلطات المغربية آلاف القوات إلى الشريط الساحلي الممتد من بيليونيش إلى الفنيدق، في خطوة تهدف إلى التصدي لمحاولة هجرة جماعية وشيكة. هذه المحاولة التي تم التحريض عليها عبر شبكات التواصل الاجتماعي، تُخطط لتنفيذها يوم الأحد المقبل، وقد لاقت دعوات واسعة الانتشار، خاصة بين الشباب والمراهقين.
في الأيام الأخيرة، شهدت المنطقة تعزيزات إضافية مع اقتراب الموعد المتوقع للهجرة. وفي نفس السياق، قامت السلطات المغربية بترحيل 39 مهاجراً غير شرعي، جميعهم من الجزائر وتونس، تم القبض عليهم بالقرب من سبتة، حيث كانوا يحاولون الدخول بطريقة غير قانونية. تم ترحيلهم عبر رحلات جوية انطلقت من مطار محمد الخامس في الدار البيضاء.
وتأتي هذه الإجراءات في وقت تشهد فيه الحدود بين المغرب وسبتة استنفاراً أمنياً كبيراً، بمشاركة القوات البحرية والجوية إلى جانب الوحدات البرية. كما قامت السلطات الإسبانية بتعزيز قواتها في سبتة، بما في ذلك وحدات الإنقاذ والزوارق البحرية المتخصصة في مراقبة الحدود ومضيق جبل طارق.
من جهة أخرى، أكدت وزارة الداخلية المغربية أنها منعت أكثر من 14 ألف محاولة هجرة غير شرعية إلى سبتة ومليلية خلال شهر غشت فقط، مما يبرز حجم التحدي الذي تواجهه السلطات الأمنية على كلا الجانبين.
تُعد هذه الدعوات الجماعية للهجرة غير المسبوقة عبر وسائل التواصل الاجتماعي ظاهرة تاريخية في المغرب، حيث لم يسبق أن أدت تحذيرات مماثلة إلى هذه الدرجة من التعبئة الأمنية والتدخلات الاستباقية.
