بحيرة أكلمام أزكزا بخنيفرة بوابة جديدة لعشاق الطبيعة والجمال.

بحيرة أكلمام أزكزا بخنيفرة بوابة جديدة لعشاق الطبيعة والجمال.

في قلب إقليم خنيفرة، تتألق بحيرة أكلمام أزكزا بجمالها الأخاذ، وقد أضافت إلى سحرها إنجازا بيئيا كبيرا بحصولها رسميًا على شارة اللواء الأزرق. هذه البحيرة، التي تعد الأولى من نوعها في الجبال المغربية التي تتشرف بهذا التكريم، تعتبر علامة بيئية عالمية أُنشئت منذ عام 1987. ورفرفة اللواء الأزرق على ضفاف أكلمام أزكزا هو إقرار بالتزام عميق بحماية البيئة بفضل مجهودات السلطات المحلية وحسن التدبير، وقد منح هذا التكريم المرموق من قبل مؤسسة محمد السادس لحماية البيئة برئاسة الأميرة لالة حسناء.

ولمن لا يعرف هذا الكنز الساحر، فإن بحيرة أكلمام أزكزا، أو كما تُعرف باللهجة الأمازيغية”البحيرة الخضراء”، تقع على بعد حوالي 30 كيلومترا من مدينة خنيفرة، وبارتفاع 1500 متر عن سطح البحر. هذه الجوهرة الطبيعية تعد ملاذا لسكان المنطقة وزوارها، حيث تتيح لهم فرصة للاستمتاع بجمال الطبيعة وسكونها طوال العام. ففي الصيف، تجذب البحيرة الباحثين عن نسمات الهواء العليلة والسكينة، بينما تتحول في الشتاء إلى لوحة فنية تكسوها الثلوج البيضاء.

المنطقة المحيطة بالبحيرة تزهو بتضاريسها الطباشيرية وغاباتها الكثيفة من أشجار الأرز والفلين الأخضر، مما يضفي عليها جمالا استثنائيا على امتداد 40 هكتارا. مياه البحيرة العذبة، المغذية من المصادر السطحية والجوفية، تجعل منها موطنا لأنواع عديدة من الأسماك، مما يعزز منسوب مياهها الصافي.

ورغم أن الوصول إلى هذه الجوهرة الطبيعية ميسر بفضل الطريق المعبدة من خنيفرة، إلا أن تطوير السياحة في هذه المنطقة يتطلب تحسين مرافق الاستقبال والخدمات لتتماشى مع روعة وجمال المكان. في ظل الحراك التنموي الذي يشهده الإقليم بعد الزيارة الملكية في مايو 2008، من الضروري أن تعمل الجهات المعنية على وضع استراتيجية محلية لتطوير القطاع السياحي، واستغلال المؤهلات الطبيعية الفريدة التي تميز المنطقة، مما سيجعل من خنيفرة وجهة سياحية لا تُنسى في المغرب.

كما أن الموقع الاستراتيجي لخنيفرة بين فاس ومراكش يعد فرصة مثالية لجذب السياح العابرين، حيث يمكنهم استكشاف التراث الطبيعي والثقافي الغني لعاصمة زيان، المعروفة أيضا باسم المدينة “الحمراء”.

إن بحيرة أكلمام أزكزا ليست مجرد موقع طبيعي، بل هي رمز حي للجمال والتجديد والتزام لا يتزعزع بحماية البيئة

بين أحضان جبال الأطلس المتوسط، تتلألأ بحيرة أكلمام أزكزا كشاهد حي على جمال الطبيعة وسخائها. إن حصولها على شارة اللواء الأزرق ليس مجرد إنجاز بيئي، بل هو وعد بمستقبل أفضل لهذه الجوهرة الطبيعية، إذ يعكس هذا التكريم التزاما عميقا بحماية البيئة، ويفتح أبواب الأمل لتنمية سياحية مستدامة في إقليم خنيفرة، ومع العمل الجاد والمستمر لتطوير البنية التحتية والخدمات السياحية، ستتحول أكلمام أزكزا إلى وجهة مفضلة لعشاق الطبيعة والسياحة البيئية، مما يعزز مكانة خنيفرة كواحدة من أبرز الوجهات السياحية في المغرب.
وفي نهاية المطاف، تظل أكلمام أزكزا رمزا للجمال الذي يستحق الحماية، وللجهود الإنسانية التي تسعى للحفاظ على كنوز الطبيعة من أجل الأجيال القادمة.

الاخبار العاجلة