الراشدية تناقش النوع الاجتماعي في ظل الأزمات والكوارث الطبيعية

مصطفى مجبر24 مايو 2024
الراشدية تناقش النوع الاجتماعي في ظل الأزمات والكوارث الطبيعية

نظم مختبر الأبحاث : اللغة ، والأدب ، والثقافة ، والمجتمع بالكلية المتعددة التخصصات الرشيدية، التابعة لجامعة مولاي إسماعيل و بدعم من مؤسسة هانس زايدل “La Fondation HannsSeidel”  ،والمجلس الجماعي للرشيدية ، واللجنة الجهوية لحقوق الإنسان بجهة درعة تافيلالت، الندوة الدولية الأولى حول “أصوات لها صدى: النوع الاجتماعي في ظل الأزمات والكوارث الطبيعية” وذلك يومي 20 و 21 ماي 2024 بمقر الكلية متعددة التخصصات بالرشيدية.

شكل هذا المؤتمر فرصة فريدة لجمع نخبة من الباحثين والأكاديميين والخبراء من داخل المغرب وخارجه للبحث وتبادل الأفكار حول التحديات والفرص المتعلقة بالنوع الاجتماعي خلال الأزمات والكوارث الطبيعية. وسعى المؤتمر إلى تسليط الضوء على التأثيرات غير المتكافئة التي تفرزها هذه الأزمات على الفئات الاجتماعية المختلفة، مع التركيز بشكل خاص على النساء والفتيات. عرفت الندوة تنوعا في المواضيع، نذكر على سبيل المثال: الأسس والاتجاهات للنوع الاجتماعي ،والتمييز المبني على النوع في ظل الأزمات والكوارث الطبيعية، وتأثير جائحة كورونا ، والنوع والعائلة، والنوع والعدالة والحكامة، وتمكين المرأة في حالة الكوارث ، والإعلامووضعية المرأة في الأزمات والكوارث …

 وفي الكلمة الافتتاحية، أكد السيد مصطفى خيري على أهمية هذا المؤتمر كمنصة علمية تسعى لتعزيز البحث والتفكير الجماعي حول قضايا النوع الاجتماعي في سياق الأزمات والكوارث. وأشار إلى أن هذه الفعالية تأتي ضمن جهود الكلية لتعزيز التعاون الأكاديمي وتبادل المعرفة بين الباحثين والمؤسسات العلمية.

وقد تميزت فعاليات المؤتمر – الذي قام بتنسيقهكل من سعاد بالحرمة و عبدلاوي سعيد  ومصطفى خيري الأساتذة الباحثين بنفس الكلية – بجلسات علمية مثمرة ومداخلات قيمة من قبل باحثين وأساتذة جامعيين وطلبة باحثين في سلك الدكتوراه من مختلف التخصصات. ومن بين المداخلات البارزة، نجد محاضرة الأستاذة سمية بوتخيل، أستاذة التعليم العالي بالمدرسة العليا للتربية والتكوين – جامعة محمد الأول،والتي تناولت موضوعا مهما يرتبط بنضال النساء من أجل موارد الأرض والمياه، مشيرة إلى ضرورة إدماج النساء في جميع مراحل التخطيط والتنفيذ المتعلقة المشاريع التنموية.

 كما ألقى السيد سعيد كريمي أستاذ التعليم العالي بالكلية المتعددة التخصصات بالراشيدية محاضرة أبرز فيها التجربة المغربية في الانتقال الديمقراطي و مقاربة النوع : قراءة في المسارات و التحولات

 وأبرز الأستاذ الصديق الرداد أستاذ التعليم العالي بجامعة سيدي محمد بن عبد الله كلية الآداب والعلوم الإنسانية بفاس من خلال مداخلته حول ” النساء المغربيات بين الظهور السياسي واللاظهور أثناء الأزمات وبعدها” مؤكدا على أهمية وضع سياسات مستجيبة للنوع الاجتماعي تضمن العدالة والمساواة في توزيع الموارد والخدمات.

 وتطرقت الفاعلة الجمعوية السيدة نوال الفيلالي لدور المجتمع المدني في إدارة الأزمات من خلال ابراز تدخلات جمعية “اجي نتعاونو” التي تترأسها خصوصا فترة زلزال الحوز،  الشيء الذي ترك آثارا إيجابيه لدى المواطنين ؛ و لقي استحسان المسؤولين على حد سواء .

كما لم تفوت السيدة تورية خنوس أستاذة جامعية بجامعة لويزيانا بالولايات المتحدة الأمريكية الفرصة للحديث عن موضوع “قدرة المرأة على الصمود في مواجهة ندرة المياه والجفاف” والذي سلطت من خلاله الضوء على معاناة مجموعة من النساء خلال مثل هاته الأزمات.

 وقد شهد المؤتمر أيضًا جلسات نقاش مفتوحة، تم خلالها تبادل الخبرات والتجارب العملية بين المشاركين، مما أسهم في إثراء النقاش حول الإجراءات التي يجب اتخاذها من قبل الجهات المختلفة، بما في ذلك المسؤولون الحكوميون ، والمجتمع المدني ، والمنظمات الإنسانية والأمم المتحدة ، والأوساط الأكاديمية ، والقطاع الخاص وغيرها؛ للتخفيف من تأثير الأزمات وتحقيق العدالة الاجتماعية

من جهتهم، أعرب السادة ممثلو مؤسسة هانس زايدل “La Fondation Hanns Seidel”، والمجلس الجماعي للرشيدية ، واللجنة الجهوية لحقوق الإنسان بجهة درعة تافيلالت عن فخرهم بالتعاون المثمر مع مختبر الأبحاث “اللغة والأدب والثقافة والمجتمع” بالكلية المتعددة التخصصات الرشيدية، جامعة مولاي إسماعيل مؤكدًين على التزامهم بدعم المبادرات العلمية الهادفة إلى تعزيز التنمية المستدامة والمساواة بين الجنسين.

وفي ختام المؤتمر، تم التأكيد على أهمية استمرار العمل المشترك والتعاون بين جميع الجهات المعنية لمواجهة التحديات المرتبطة بالنوع الاجتماعي خلال الأزمات والكوارث الطبيعية. وتمت دعوة الحضور للمشاركة في النسخة الثانية من المؤتمر، التي ستعقد العام المقبل، لاستكمال المناقشات وتقديم أحدث الأبحاث والدراسات في هذا المجال الحيوي. حيث مثل هذا المؤتمر خطوة مهمة نحو تحقيق الفهم المتكامل لتأثير الأزمات على النوع الاجتماعي، ووضع استراتيجيات فعالة لتعزيز المساواة والعدالة الاجتماعية في مواجهة التحديات المستقبلية.

الاخبار العاجلة