مدينة صفرو واستسلامها للصمت قبل مهرجان حب الملوك: خطوة نحو المركزية

مدينة صفرو واستسلامها للصمت قبل مهرجان حب الملوك: خطوة نحو المركزية

تعيش مدينة صفرو حالة من الهدوء الغريب، وكأنه الصمت الذي يسبق العاصفة، وذلك خلال فترة التحضير لمهرجان حب الملوك. في هذه النسخة المميزة من المهرجان، تنازل ممثلو المدينة عن حق تنظيم الدورة المئوية التاريخية لصالح وزارة الثقافة دون أي شروط. حتى الملصق الأولي للإعلان عن ترشح ملكة حب الملوك لا يحمل أي إشارة للجماعة المحلية، التي اعتادت تنظيم هذا الحدث الثقافي منذ 99 دورة.

في سابقة تاريخية، أصبحت الجماعة المحلية تشارك كمتفرج ومستهلك، وكأنها عنصر غريب عن هذا الاحتفال. هذا التغير يعكس تراجعًا في الدفاع عن حقوق الجمعيات والتعاونيات والفنانين والحرفيين والفلاحين والمنتجين، الذين كانوا يشاركون في هذا الحدث تحت إدارة الجماعة المحلية. الآن، كل من يرغب في المشاركة عليه إما أن يقترح أنشطة هامشية لن تُمول غالبًا، أو ينضم إلى صفوف المطبلين والمشاركين في تلميع صورة الإعداد للمهرجان المئوي بقيادة جمعية دوي القربى، في محاولة واضحة للتستر على فشل المجلس في الحفاظ على هذا الموروث الثقافي كملك لسكان صفرو.

الغرابة تتجلى في إقامة المهرجان بصفرو بينما تتولى المديرية الجهوية للثقافة بفاس إدارته. حتى لجنة اختيار ملكة حب الملوك خلت من ممثلي الجماعة المحلية وشعاراتها. يبدو أن الزمن قد عاد إلى المركزية في وقت تتجه فيه السياسات العمومية نحو اللامركزية والجهوية الموسعة. وهكذا، فإن مجلس المدينة يحتفل بإنجاز تاريخي يعيد الأمور إلى الوراء.

الاخبار العاجلة