بقلم: مصطفى مجبر
في فناسة باب الحيط، حيث الحياة تعيش على إيقاع السنتين والنصف من التسيير، يبدو أن المنطق على موعد مع الغياب كلما حان موعد دورة المجلس و التصويت على مشاريع تنموية قد تغير من ملامح الحياة اليومية للسكان بالمنطقة. فمن ضمن جدول أعمال لجنة الميزانية والشؤون المالية، كانت هناك نقاط لبناء قنطرة وإنشاء ملعب قرب، بل ومشروع رائد لتأهيل مركز الجماعة قبله عامل الاقليم لتحقيق التنمية … ، ولكن للأسف تم رفض المشاريع من طرف أغلبية الأعضاء بلا سبب في واقعة غريبة وعجيبة تطرح أسئلة عن الهدف من استمرار رفض مشاريع تنموية من طرف مستشارون يفترض منهم ان يكونوا سباقين للدفاع عن تنمية المنطقة وإعادة الاعتبار لها لا العكس !.!
ألا يبدو الأمر غامضا ؟!, كيف يمكن لعشرة من الأعضاء أن يقرروا بثقة بالغة رفض بناء قنطرة تفك العزلة عن أهلي المنطقة؟ لا بد أن هؤلاء الأعضاء لم يعلقوا قط في طين مسالك فناسة باب الحيط خلال مواسم الأمطار، أو لربما يجدون في العزلة نوعا من اللامبالاة لما قد يخدم فناسة ، او هناك أشياء أخرى وجب البحث فيها وصبر أغوارها ؟!
وماذا عن رفض إنشاء ملعب القرب؟ أهو اعتقاد بأن شباب المنطقة يجدون رفاهيتهم في تسلق الجبال والتجول بين الأحراش لتمضية الوقت في الفراغ، بدلا من ممارسة الرياضة في ملعب قريب للقرب بمواصفات جيدة ، مع العلم ان جماعات مجاورة استفادت من ملاعب معشوشبة !!!؟ لعل الأمر يكمن في الخوف من أن يصبح الشباب أكثر صحة ونشاطا ، فترتفع معنوياتهم وإدراكهم فيبدأون في التساؤل لماذا لا تتحسن أوضاع قريتهم بشكل أكبر وقد ينتفضون ضد الرافضون للتنمية في الاستحقاقات القادمة ….!!!
هذا التصويت الذي يمكن تصنيفه ضمن معجزات القرن الواحد والعشرين، يضعنا أمام سؤال محوري: من يربح من بقاء فناسة باب الحيط في خانة المنسيين؟ لعل الجواب يكمن في تلك الغرف المغلقة حيث القرارات تتخذ والمصالح تصان بعيداً عن مصلحة الأغلبية.
في ظل هذه المعضلة التي تكتنف جماعة فناسة باب الحيط، يبرز دور الرئيس الذي يكن للمنطقة كل خير ، عبر كفاحه لتحقيق تقدم ملموس، ليجعل المنطقة تواكب بعضا من التقدم والتنمية. إذ يكفي انه استطاع تأمين فائض مالي للميزانية العامة، وهو إنجاز لم يسبق له مثيل في تاريخ الجماعة الترابية …
رئيس استطاع ان يخلق الحدث عبر تعاونه مع السلطات المحلية والاقليمية وعدد من المؤسسات المنتخبة ( المجلس الإقليمي لتاونات ومجموعة الجماعات الترابية التعاون ) ومصالح خارجية لوزارات … بحيث ان التعاون والتآزر والترافع أخرج مشروع تأهيل مركز جماعة فناسة باب الحيط للوجود بكل المقومات التمويلية والقانونية بعدما تم ادراج نقطة بجدول الاعمال بإقتراح من عامل اقليم تاونات بهدف تحقيق الرقي والازدهار التنموي للجماعة … لكن المستشارون رفضوا برفع أياديهم ( بلا) الغرائبية ضد إزدهار منطقتهم، فهل الضحك يجدي او البكاء يدوي تعبيرا من ساكنة المنطقة على مايقع !!!
من المعيب حقا أن ترفض المشاريع التي تدعمها طموحات ساكنة منطقة تستحق كل ما هو خير ونماء وازدهار مثل إنشاء ملعب القرب وبناء قنطرة وتأهيل دروب وشوارع وازقة الدواوير والمداشر…، كما سبق الذكر، فالملعب لا يمثل فقط مكانا للعب والترفيه، بل رمزا للحياة الاجتماعية والنشاط البدني الذي يمكن أن يغذي روح الشباب ويبعث فيهم الطاقة والأمل. كما أن بناء القنطرة ليس مجرد تحسين للبنية التحتية، بل هو فك لعزلة مريرة قد تحول دون تحقيق النمو والازدهار الذي يحلم به السكان والأهالي بفناسة.
لكن من المؤسف حقا، أنه لا تزال هناك أيادي ترفع في وجه هذا التقدم لتصفعه صفعة الرفض، دون أن تدرك أنها تصفع في الوقت نفسه آمال منطقة بأكملها ترنو إلى مستقبل أفضل.
وعليه، فإنها تطرح ببديهية علامة استفهام وتعجب ايضا، لمنطقة فناسة باب الحيط، حيث القرارات تؤخذ لا على أساس ما تجلبه من فائدة، بل على أساس ما تخبئه من مصالح شخصية ضيقة وغير مفهومة. فكيف يرفض بناء ملعب القرب الذي كان يمكن أن يصبح مرتعًا للفرح وملاذا للشباب لينمو بدنيا واجتماعيا؟ وكيف يصرف النظر عن إقامة قنطرة تعد بفك عزلة، كانت لتقصر الطريق إلى التقدم وتسهل حياة الساكنة؟ …
لنتأمل معا هذا المشهد، حيث ترفع الأيدي لتصويت بالرفض، فهل ترفع هذه الأيدي لمصلحة الجميع؟ أم أن هناك أهواء خفية تقود هذه القرارات؟ إنها لحظة تحبس فيها الأنفاس لنتساءل: من يخسر حين يُحرم الأطفال والشباب من ملعب يمكنه أن يصنع ذكريات جميلة ويبني أجسامًا وعقولاً قوية؟ ومن يعاني حين تظل المنطقة معزولة، بدون قنطرة تربطها بالعالم الخارجي، خصوصا في الشتاء البارد؟ ومن له القدرة على الرفض بوجه دون خجل ضد تأهيل جماعة بساكنتها المكلومة…
هل يدرك المعارضون أن رفضهم هذا يرسم خطا فاصلا بين الأمل واليأس، بين النماء والجمود؟ أم أن نظرتهم قصرت لدرجة أن الرؤية المستقبلية للمنطقة أصبحت غائبة عن بصيرتهم؟ أم إن مصير جماعة فناسة باب الحيط يجب أن يبقى مجمدا للأبد ومن يقف وراء كل ما يقع من استهتار بالمصلحة العامة ..؟!. وخلاصة القول، فالمطلوب اليوم ليس فقط مراجعة هذه القرارات، بل تجديد النية وتعزيز العزيمة للعمل من أجل مصلحة الجميع ومن اجل باب فناسة قبل وبعد كل شيء ، فيا أيها الرافضون اثقوا الله في بلدتكم فالتاريخ يسجل …