مبادرة مدينة مكناس لإطلاق برنامج شامل لصيانة وإحياء الجدران التاريخية المحيطة بقلبها العتيق جاءت لضمان بقاء هذا الإرث الثقافي والتاريخي المميز ولتعزيز جاذبيتها السياحية.
تحت إشراف وكالة التنمية ورد الاعتبار بفاس، تستهدف هذه الجهود حماية وتعزيز التراث الغني للمدينة، من خلال مشاريع تأهيل متعددة.
المشروع الأول يشمل الجزء الثاني من العمل بين باب القصدير وباب كبيش بميزانية تتراوح بين 4.5 و9 ملايين درهم. المشروع الثاني يتضمن إعادة تأهيل القسم من باب بردعين إلى باب تيزيمي الصغيرة بتكلفة تقدر بين 4 و8 ملايين درهم، في حين يستهدف المشروع الثالث ترميم جدران ساحة المشور، خصوصاً باب عودات، بميزانية بين 1.5 و3.1 ملايين درهم.
الأعمال المخطط لها تشمل تحضير مواقع البناء، الهدم والتجريف، الحفريات الأثرية، إصلاح المواقع، واستخدام طرق البناء التقليدية مع طلاءات مقاومة للماء بتقنيات قديمة.
بالإضافة إلى إحياء الأسوار، تشهد المدينة تنفيذ مشروع كبير لتعزيز الدور السياحي في أحيائها التاريخية مثل السكاكين والملاح والشيخ الكامل، بميزانية 17.3 مليون درهم، تشمل إعادة تهيئة أحياء تراثية مختلفة.
هذه الجهود الواسعة تهدف إلى إبراز القيمة المعمارية والروح الفريدة لمكناس، وتقديم تجربة غنية بالأصالة للزوار.
تندرج هذه المبادرات ضمن اتفاقية شراكة وتمويل لبرنامج إعادة تأهيل وتثمين المدينة العتيقة لمكناس (2019-2023) بميزانية 800 مليون درهم، وتمثل ثمرة التعاون بين عدة جهات حكومية ومحلية.
هذا البرنامج يشمل ثلاثة محاور رئيسية، أولها ترميم وإحياء التراث التاريخي للمدينة بميزانية 594 مليون درهم، إلى جانب تحسين الولوجية بإنشاء مواقف للسيارات وتعزيز الجاذبية السياحية والاقتصادية.
تتفرد مكناس بتراث معماري ثري، ممثلاً في أسوارها الضخمة التي تعود للقرنين السابع عشر والثامن عشر، والتي بنيت في عهد السلطان مولاي إسماعيل لحماية المدينة، ما يعكس أهميتها الاستراتيجية والدفاعية خلال تلك الفترة.