يونس لكحل / المغرب العربي بريس
ناشدت فعاليات مدنية بإقليم تاونات بتدخل رئيس الحكومة بتحقيق العدالة المجالية ،وذلك عن طريق التسريع في إخراج واستكمال مشروع الطريق الوطنية رقم 8 الرابط بين فاس وتاونات لتحفيز الحركية الاقتصادية ووضع الاقليم على السكة الصحيحة لجلب الاستثمارات المختلفة، هذه التي يحتاجها اقليم تاونات لتحقيق نهضته على جل المستويات ، فبالرغم من المجهودات المبذولة والتي لاينكرها احد منذ سنوات فيما يخص تنزيل عدد من المشاريع المهمة بمناطق حضرية من غفساي وتاونات وتيسة والقرية وجماعات أخرى وطرق تم احداثها بحيث شكلت تلك الخطوات والتدخلات اشادة وتنويه لاينكره الا جاحد …، لكن بالمقابل مازالت عدد من الجماعات الترابية ومعها دواوير عديدة لازالت تعاني من غياب البنى التحتية فيما يخص الماء الشروب والمستوصفات والطرق … و غالبا مايلتمس سكان تلك المناطق في شكاياتهم الموجهة إلى عدد من المسؤولين إقليميا ووطنيا طلبا للحق في التنمية . وامام عجز المسؤولين المنتخبين غالبا عن الفعل بسبب غياب الميزانيات اوضعفها بتلك المؤسسات في ظل شح الموارد مما يتسبب في معضلة حقيقة تكس واقع الفاعل السياسي هذا الذي يتواجد بين المطرقة والسندان ،مطرقة مطالب الساكنة الواقعية وسندان ضعف الميزانيات التمويلية للمشاريع من طرف عدد من القطاعات الوزارية !!!! ،
اما في ما يخص وضع المنظومة الصحية فيمكن الحديث على ضعف كارثي على كل المستويات التسييرية كانت أو الموارد البشرية والاستثمارات في القطاع ، وهذا الواقع يتجلى في المستشفى الإقليمي لتاونات، فحتى وإن وصله المواطن بعد عناء يتم ارساله لمدينة فاس في وقائع غريبة وعجيبة!!! بالإضافة لواقع عدد من المستوصفات هذه التي تعاني معاناة شديدة فيما يخص الاطر الطبية والتمريضية وشح في الادوية ، مع الإشارة لتوقف او تأخير متواصل في اتمام عدد من المستشفيات وفي مقدمتها مستشفى تيسة متعدد التخصصات هذا الذي راوح مكانه منذ سنوات والكل ينتظر القصة اين ستنتهي !!!!
… ,فهل ستتحرك الضمائر الحية بالمنطقة للقيام بالفعل والمساهمة في تغيير هاته الاوضاع ، صحيا كانت أو طرقيا أو من خلال توفير الماء الشروب مع العلم ان الاقليم يعد اكبر خزان مائي للمياه العذبة بالمغرب .
لكن السكان خرجوا في محطات عديدة مستنجدين بأعلام وطنية حملوها في أيديهم و شعارات و كلمات تذكر لمن يريد التذكر أن هؤلاء السكان هم مواطنون مغاربة , لكن قدرهم أنهم وجدوا في مناطق باقليم به 49 جماعة ومترامي الاطراف لكن البرامج الحكومية والاعتمادات المالية تنظر اليه على انه ليس له اولوية على الصعيد الوطني !!!! مفارقة وجب على القوى الحية بالاقليم العلم بها والتصدي لها ،…. لكن الأسئلة الواجب طرحها من قبيل : هل عجز برلمانيوا الاقليم ومعهم رؤساء تلك المؤسسات المنتخبة في جماعتهم عن الفعل و التدخل لخلق أجواء مناسبة للإحساس بالأمان في نفوس السكان , الذين فقدوا الثقة و تجدهم دائما يلجئون إلى السلطات الإقليمية للمطالبة بتدخلها … . هل أصبح من الضروري بما كان أن تتخذ المطالب الاجتماعية شكل فعل الاحتجاج , أسئلة تتقاطر بشكل محير تروم حول دور الجماعات الترابية عن فعاليتها و أين هي من سياسة البرامج الحكومية وتوفير الاعتمادات المالية لها لتواكب التنمية!!!! ولماذا اقليم تاونات يعاني من غياب تنزيل العدالة المجالية من طرف الحكومات المتعاقبة مع التاكيد ان اكبر نسبة في التصويت في الانتخابات البرلمانية والجماعية الماضية كانت لاقليم تاونات الريادة وطنيا …
حقيقة يحتم التحليل والتشخيص الموضوعي لواقع حال اقليم تاونات عدم إغفال المجهودات المبذولة من طرف عدد من المجالس المنتخبة كالمجلس الإقليمي ومجموعة الجماعات التعاون ومعها المبادرة الوطنية للتنمية البشرية من خلال مشاريع مهمة عبر سنوات تم تحقيقها بعدد من المناطق بتراب الإقليم ،لكن مازال هناك مناطق أخرى تحتاج المزيد من الاهتمام عبر جلب الميزانيات و الاعتمادات المالية لخلق مشاريع جديدة تكريسا للأولويات ،وهنا يبرز دور البرلمانيون والمنتخبون بجهة فاس مكناس فيما يخص مسؤوليتهم في الترافع عن الاقليم مركزيا وجهويا لجلب الاعتمادات الضرورية تحقيقا للعدالة المجالية ،فإقليم تاونات يعد من اكبر الأقاليم على المستوى الوطني وجغرافيته صعبة تستدعي الرفع من المزانيات المخصصة له في كل القطاعات حكومية ، كما أن خطوات تنزيل وتطبيق القوانين التنظيمية فيما يتعلق بالشراكات والتعاون بين المؤسسات المنتخبة بالاقليم ( تاسيس مجموعة الجماعات الترابية التعاون الجديدة بصلاحيات وتدخلات اكبر واشمل ) باعتبارها خطوة جيدة لها اسس وركائز توحيد المجهودات للقول بصوت واحد اقليم تاونات يحتاج للاهتمام الحكومي تحقيقا للعدالة المجالية وتكريسا لمفهوم الدولة الإجتماعية في كل المجالات ،مع مواكبة المستجدات القانونية في هذا الإطار طلبا لمزيد من الدعم الحكومي في جميع القطاعات … فإقليم تاونات يطالب رئيس الحكومة بتحقيق العدالة المجالية وجعله من الأولويات…
