بقلم: مصطفى مجبر
في ظل التحولات الحضرية المختلفة، أصبحت المدن تواجه تحديات كبيرة فيما يتعلق بجودة الحياة وصحة مواطنيها، النفسية منها والبدنية، وخاصة فئة الشباب الذين يشكلون نسيج المستقبل..، لذلك مسألة إنشاء حدائق خضراء وفضاءات للشباب في قلب المدن اصبحت تعد إحدى الحلول الضرورية لفسح المجال للتفريج والترويج عن النفس لأهالي المدينة
وتتسم مدينة فاس بأهمية كبيرة للحدائق الخضراء والفضاءات من عدة جوانب.. إذ تسهم هذه الحدائق في تحسين جودة الهواء وتقليل التلوث، مما يعزز صحة سكان المدينة، كما وتقدم الحدائق مساحات ترفيه واستراحة للمواطنين، ما يسهم في تعزيز الصحة النفسية والتفاعل الاجتماعي.
إن حاجة مدينة فاس إلى حدائق خضراء وفضاءات للشباب تعكس أهمية البيئة الحضرية المستدامة وتعمل على تحسين جودة حياتهم، كما تعمل هذه المساحات كمراكز للترفيه والنشاطات الرياضية، مما يساهم في تعزيز اللياقة البدنية والصحة العامة للشباب بدل وقوف هؤلاء الشباب عند “راس الدرب” قاضين يومهم بين الملل والضجر.
تتيح هذه المساحات للشباب التفاعل مع الطبيعة، وتعزز الصحة النفسية والبدنية، فضلا عن تعزيز التفاعل الاجتماعي وتوفير بيئة لتطوير المهارات والابتكار وتبادل المعلومات والأفكار وخلق علاقات اجتماعية جديدة.
هذه الحدائق توفر أيضا بيئة للتفاعل الاجتماعي وتبادل الأفكار، مما يعزز التكامل في المجتمع ويقوي الروابط الاجتماعية. بالإضافة إلى ذلك، توفر هذه الفضاءات للشباب فرصًا لتعلم مهارات جديدة، سواء في مجال الزراعة الحضرية أو التصميم البيئي، مما يعزز التنمية الشخصية والمهنية
هناك أيضا جانب بيئي، حيث تلعب الحدائق دورا في تحسين جودة الهواء وتقليل تأثيرات التلوث البيئي في المدينة.
علاوة على ذلك، تشكل الفضاءات الخضراء موئلا طبيعيا للحياة الطبيعية الخضراء،مما يعزز التنوع البيولوجي في المنطقة، ناهيك عما تساهم به الحدائق الخضراء في تحسين جمالية المدينة وجعلها مكانا مريحا وجاذبا للسكان والزوار على حد سواء.
وفي الواقع ومن أجل إنجاز ذلك فإن دور السلطات المحلية والجماعات المحلية يأتي بالتعاون مع نظام التعليم، لتحقيق هذا الهدف الاستراتيجي، وذلك من خلال التخطيط والمشاركة المجتمعية وبرامج التربية، إذ يمكن تحسين الحياة في المدن وتحفيز الشباب ليكونوا أعضاء فاعلين في المجتمع.
إن دور السلطات والجماعات المحلية، بالإضافة إلى التربية، لغاية في الأهمية في تعزيز حدائق خضراء وفضاءات للشباب في المدن، وعليه فإن أهمية هذا الدور تكمن في الخطوات التالية:
السلطات المحلية:
التخطيط الحضري: يجب على السلطات المحلية وضع خطط حضرية تشمل إنشاء وصيانة الحدائق والفضاءات الخضراء.
توجيه الموارد: توفير الموارد المالية والبشرية اللازمة لتطوير وصيانة هذه المساحات.
الجماعات المحلية:
المشاركة المجتمعية: تشجيع الجماعات المحلية على المشاركة في عمليات تصميم وتشغيل الحدائق، مما يضمن تلبية احتياجات المجتمع.
التوعية: تعزيز التوعية بفوائد الحدائق وكيفية استخدامها بفعالية.
التربية:
تكامل في المناهج: إدراج مواضيع البيئة والزراعة في المناهج التعليمية لتشجيع الشباب على فهم أهمية الحدائق.
برامج تعليمية: تنظيم برامج تعليمية في الحدائق لتشجيع الشباب على المشاركة في الأنشطة البيئية والاجتماعية.
تعتبر هذه السلطات والجماعات المحلية والتربية شركاء حيويين في خلق بيئة حضرية مستدامة وصحية. وبالتالي فبالتعاون، يمكن تحسين البنية التحتية للحدائق، وتشجيع المشاركة المجتمعية، وتعزيز التوعية، مما يسهم في تحسين جودة حياة الشباب في المدن.
كما أنه تجدر الإشارة إلى كون التحديات الحضرية تأتي بفرص لتكوين شراكات قوية بين السلطات المحلية والجماعات، مع تظافرالجهود لتحقيق أهداف مستدامة. إن نشر الوعي بأهمية هذه الفضاءات وتوفير الموارد اللازمة سيسهم في بناء مدن أكثر حيوية وصحية للأجيال الحالية والمستقبل
حاجة مدينة فاس لخلق فضاءات خضراء من شأنه حصد فوائد جمة، نذكر منها:
التنمية الصحية:
تساهم الفضاءات الخضراء في تعزيز نمط حياة صحي للشباب من خلال توفير مكان لممارسة الأنشطة البدنية والرياضية.
التفاعل الاجتماعي:
تعمل الحدائق والفضاءات على خلق بيئة اجتماعية حيوية حيث يمكن للشباب التفاعل مع بعضهم البعض وتبادل الأفكار.
تنمية المهارات:
توفير فرص لتعلم مهارات جديدة، سواء كان ذلك من خلال أنشطة تعلم المهارات الحرفية أو برامج التوجيه والتدريب.
التوظيف الحضري:
قد تسهم الحدائق في خلق فرص توظيف محلية، سواء كان ذلك من خلال الصيانة أو تنظيم الفعاليات والأنشطة.
التواصل مع الطبيعة:
توفير بيئة هادئة ومريحة تسمح للشباب بالتفاعل مع الطبيعة، مما يساهم في تقليل مستويات الضغط وتعزيز الرفاهية النفسية.
الفرص الفنية والثقافية:
إقامة فعاليات فنية وثقافية في هذه الفضاءات، مثل حفلات موسيقية أو معارض فنية، لتعزيز التعبير الفني والتنوع الثقافي.
باختصار، تكمن أهمية هذه الحدائق في توفير بيئة شاملة للشباب، تجمع بين الفعاليات الرياضية والترفيهية، وتعزز التعلم والتفاعل الاجتماعي، إلى جانب تعزيز الوعي بالبيئة والاستدامة.
في الختام، يظهر بوضوح أن حدائق الشباب والفضاءات الخضراء تمثل ركيزة أساسية لتعزيز جودة حياة الشباب في مدينة فاس كما باقي المدن المغربية وذلك من خلال توفير بيئة مستدامة ومشجعة، يمكن لهذه الفضاءات أن تلعب دورا حيوياً في تحسين الصحة العامة والرفاهية النفسية، وتعزيز التفاعل الاجتماعي.