كلنا يعلم أن المديرية العامة للأمن الوطني نظمت، بمدينة فاس كما ببعض المدن المغربية الأخرى، نسختها الرابعة من فعالية ايام الأبواب المفتوحة مؤخرا، لكن ما يثير الجدل هو كون تلك الأبواب فتحت في وجه بعض الصحفيين وأغلقت في وجه البعض الآخر!.
ومن المعلوم أن الهدف من هذه الأبواب المفتوحة، هو بالأساس توعية المواطن بآليات التحديث المعتمدة لضمان أمن المواطنين والممتلكات وحفظ النظام العام، وعليه فإن حضور الصحافة المحلية كان وجوبا قبل حضور مثيلتها الوطنية، إذ من المؤكد ضرورة التواصل مع المواطنين المغاربة وطنيا، لكن عامل القرب يحتم بشكل إلزامي التواصل مع أهالي المدينة التي أقيمت بها الفعاليات المذكورة وذلك عن طريق الصحافة المحلية التي تعتبر الشريان الأول في ضخ المعلومة وترسيخها لدى الشأن المحلي.
إن تجاوز الصحافة المحلية في استدعائها لتغطية فعاليات مهمة لا تعبر فقط إقصاء للجسم الصحفي المحلي بل هي انتقاص من أهالي المدينة نفسها التي نظم بها الحدث كما أنه انتقاص من قيمة الحدث نفسه، فكيف تريد الشرطة الحفاظ على النظام وتثبيب الأمن بعد استدعائها لصحافي دون آخر؟!، اللهم إن كان هذا الاستدعاء للشخص بعينه وليس بصفته!!.
يقول المثل الفرنسي ما مفاده أن العمل شيء والصداقة شيء آخر، بل أن العمل يجعل الصداقة فيما بعد، فما يجعلنا كصحفيين نتعامل مع الشرطة هي طبيعة عملنا وهدفنا المشترك في خدمة الوطن والمواطنين، فلا تحيز في عملنا لشرطي دون آخر، فنحن نكن لهم جميعا كل التقدير والاحترام لما يقومون به من مجهودات جبارة لخدمة البلاد والعباد، وإننا إذ نعرض مقالا عن فساد أخلاقي او مهني لشرطي فهذا يتماشى مع طبيعة عملنا التي تلزمنا بفضح الفساد والمفسدين في أي مجال من مجالات الحياة وليس حصرا على المجال الأمني، بل وحتى في المجال الإعلامي، لأن شعارنا المهنية وهدفنا تنوير الرأي العام.
وختاما، فلا عواطف ولا مجاملات في العمل، فالكراسي تتغير والمراتب تعلو وتدنو، ولا مصالح في الصداقة، لأن الصداقة الحقيقية تكون لشخص المرء وليس لطبيعة عمله، فكم من شرطي تقاعد قل السلام عليه وكم من صحفي جامل واحترق قلمه بين يديه!.
.