فصل الصيف لا يراعي الفقراء والغرق نصيب الفارين من الحر

رئيس التحرير22 مايو 2022
فصل الصيف لا يراعي  الفقراء والغرق نصيب الفارين من الحر

اسية اسحارت

ليس الجميع يستقبل فصل الصيف وطقسه الحار بحفاوة، على سبيل المثال يرى ساكنة المدن الداخلية في الصيف فترات عصيبة، يتقدمها التعب والاختناق من مناخ حار وشمس حارقة، على خلاف المدن الساحلية التي تتميز بشواطئها وبحورها المنعشة، باعتبارها متنفسا للساكنة حيث تزيح عنهم مشاعر الإرهاق والعطش.

ما إن يحل فصل الصيف على المملكة، حتى يستيقظ ارهاق المغاربة بالمدن الداخلية طواعية، هنا أسرة تضع على طاولتها خطة السفر السنوية ومنطقة الخلاص من حر الصيف، فيما البعض يجدون أنفسهم أمام أزمة مالية ونفسية خانقة بعد فشلهم في تحقيق أمنية أطفالهم في صنع أشكال طفولية على رمال الشواطئ.

قد يتحمل كبار السن صعوبة الطقس، لكن جسد الأطفال ضعيف أمام تقلبات الجو، كما أن حلامهم لا تتعدى غطسة باردة في مسبح أو بحيرة، الا أنه ولسوء حظ بعض المدن مثل مدينة فاس، تفتقر لأماكن الاستجمام وإذا ما صودف وجود مكان معين وجب دفع ثمن لا يناسب شريحة مهمة من المواطنين، فيما الحل الأقل ضررا، يتمثل في السفر إلى موزار أو افران كأول نقطة يمكن الوصول اليها.

يسرع الأطفال والمراهقون إلى النافورات والسدود والوديان، باعتبارها القشة الأخيرة اذ لا مفر من التمسك بها، باحثين عن قبسة من البرودة وسباحة متواضعة وإن كانت تعكس فُقر وحاجة هذه الفئة، ولأن الفقراء مغناطيس للكوارث يكون الغرق نصيب البعض، أمام طفو التساؤلات حول من يتحمل مسؤولية غرق مثل هؤلاء الأطفال، حول غياب الظروف التي تمتعهم بطفولة سوية، لها نصيبها من المتعة، لأن تكلفة المسابح الخاصة لا تراعي جيوب البعض، ممن لا يجد لقمة يسد بها جوعه، أو مصاريفه لا تخوله التفكير في رفاهية الاختيارات.

وهكذا تستمر سلسلة انتشال الجثث من السدود والدويان، دون التعمق في معاناة المواطنين، والتأمل في خسارة أرواح بريئة لم تحلم الا بفرصة للاستجمام كالبقية.

الاخبار العاجلة