أسية اسحارت
لم تخلو المنصات الاجتماعية في اليومين الأخيرين من عبارات التهنئة والبهجة وكذا الحسرة، حول نتائج قرعة أمريكا، وهي قرعة “تأشيرة التنوع” إذ تفتح المجال أمام المغاربة للهجرة وملاحقة الحلم الأمريكي في حضن بلاد العم سام.
كلما تم الإعلان عن النتائج، الا واستيقظت الكثير من مشاعر التفاؤل ووجع الخذلان، مجسدة بذلك مناسبة للوقوف أمام رغبة امتلاك المستقبل وانتزاع شرف “القبول” من فم “اليأس”، لاسيما وأن هاجس الهجرة يراود العديد من الشباب المغربي، الذي يرى أن ما خلف البحار مصباح علاء الدين الذي يحمل مستقبلا مشرقا وعملا قارا، بعيدا عن أرق البطالة وأزمة ارتفاع الأسعار.
اكتفى نشطاء المنصات الاجتماعية، بالسخرية من الواقع والتعبير عن الرفض بكلمات التمس البعض منها بعض المواساة، فيما احتفل البعض الآخر على طريقته غير مصدق أنه نال الخلاص أخيرا.
عند لغة الأرقام يظهر جليا توغل فكرة الهجرة في عقول الشباب المغربي، القرعة الأمريكية تقدم فرصة لأصحاب المؤهلات الذين يأملون الفوز بالبطاقة الخضراء أي امتياز الإقامة الدائمة، بينما هناك من لا طاقة له في انتظار الخلاص واختياره ضمن قرعة، إذ لا يراهن على الحظ، بل يختار بنفسه المغامرة والذهاب سباحة صوب أقرب نقطة متمثلة في أوروبا، مستعدا للموت في سبيل مجاراة الحظ أو معانقة الموت.
ما تزال أوضاع الشباب الاجتماعية والاقتصادية المزرية، الوقود الذي يغذي الرغبة الملحة في الهجرة، سواء كانت عبر قرعة أمريكا أو قوارب الموت.
