هل سيقاتل السوريون إلى جانب روسيا ضد أوكرانيا

رئيس التحرير16 مارس 2022
هل سيقاتل السوريون إلى جانب روسيا ضد أوكرانيا

أعدت روسيا قوائم من أكثر من 40 ألف مقاتل، ينتمون إلى مجموعات موالية لقوات النظام السوري، ليكونوا على أهبة الاستعداد للمشاركة في الحرب الأوكرانية إلى جانب الجيش الروسي، وفق إفادة المرصد السوري لحقوق الإنسان الثلاثاء، بينما أكدت مصادر أخرى فتح مراكز للتجنيد في سوريا تستهدف إيجاد عناصر يقاتلون إلى جانب روسيا في أوكرانيا.

وكان الكرملين، أعلن قبل أيام أنه سيفتح الباب للسوريين للقتال إلى جانب الجيش الروسي الذي بدأ في 24 فبراير غزو أوكرانيا. ويقول خبراء ومحللون، إن روسيا تعتمد استراتيجيات عسكرية في أوكرانيا مارستها خلال سبع سنوات من التدخل العسكري في سوريا إلى جانب قوات النظام.

وأنشئت مراكز تجنيد في سوريا، وفق المرصد السوري وناشطين، بالتعاون بين عسكريين روس وسوريين ومجموعات موالية للنظام في محافظات عدة أبرزها في دمشق وريفها وفي حمص (وسط) وصولا إلى دير الزور (شرق). وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن لوكالة الأنباء الفرنسية “سجل أكثر من 40 ألف سوري أسماءهم للقتال في أوكرانيا حتى الآن” بناء على دعوة موسكو.

ولن تكون هذه المرة الأولى، التي يشارك فيها مقاتلون سوريون في حروب خارج البلاد. فمنذ نهاية 2019، أرسلت تركيا وروسيا آلاف المقاتلين السوريين كمرتزقة لصالح أطراف تدعمها كل منهما في ليبيا وناغورني قره باخ.

وقال عبد الرحمن، “وافقت روسيا على 22 ألف مقاتل” منضوين ضمن القوات الحكومية أو مجموعات موالية للنظام، موضحا أن المجندين ينضوون في “الفرقة 25 المهام الخاصة” التي يقودها العميد سهيل الحسن الملقب بالنمر، والفيلق الخامس الذي أسسه الروس من مقاتلين معارضين سابقين، ولواء القدس الفلسطيني، وهو مجموعة فلسطينية موالية للنظام السوري قاتلت خصوصا في منطقة حلب في شمال البلاد.

ولم يتمكن المرصد من تحديد ما إذا كانت القوات الروسية بدأت بإرسال مقاتلين إلى أوكرانيا. وتعد روسيا أبرز داعمي دمشق في النزاع بين قواتها ومجموعات معارضة، والذي يصادف اليوم ذكرى مرور 11 عاما على اندلاعه.

وتتواجد القوات الروسية في سوريا منذ 2015 حين بدأت تدخلها العسكري الذي لعب الدور الأساسي في قلب موازين القوى على الأرض لصالح دمشق. وتشترط روسيا أن يكون المجندون تلقوا تدريبات عسكرية من القوات الروسية، وشاركوا في القتال إلى جانبها في سوريا، وأن يكونوا من أصحاب الخبرة في حرب الشوارع، حسب المرصد الذي يملك شبكة واسعة من المندوبين في كل المناطق السورية والذي يوثق النزاع السوري منذ بدايته.

وفي بلد يتراوح فيه راتب الجندي السوري بين 15 و35 دولارا، وعدت القوات الروسية، وفق المرصد، المجندين براتب شهري يعادل نحو 1100 دولار أمريكي. كما يحق للمقاتل تعويضا قدره 7700 دولار في حال الإصابة و16500 دولار لعائلته في حال الوفاة في بلد أنهكت سنوات الحرب اقتصاده وباتت غالبية سكانه تحت خط الفقر.

ولا يتوقف الأمر على القوات الروسية، وفق المرصد وناشطين، إذ تجند شركة فاغنر الأمنية التي باتت معروفة بتجنيد مرتزقة في دول عدة والمعروفة بعلاقتها الوطيدة بالكرملين: والناشطة في سوريا منذ سنوات، أيضا مقاتلين. وأفاد المرصد بأنه تم “تسجيل أكثر من 18 ألف شخص” حتى الآن بالتعاون مع فاغنر.

ولا تبدو دوافع المسارعين إلى تسجيل أسمائهم للقتال عقائدية، إنما تمليها ظروف بلد غارق في نزاع مدمر وانهيار اقتصادي وغياب أفق. وبالتالي، تشكل الرواتب سببا أساسيا للمخاطرة.

وقال أحد مقاتلي الفصائل في منطقة واقعة تحت سيطرة فصائل موالية لتركيا في شمال سوريا، لفرانس برس طالبا عدم الكشف عن اسمه، “وعدونا بثلاثة آلاف دولار… الأموال التي سأحصل عليها من أوكرانيا، سأفتح بها متجرا هنا”. وقال آخر “تعبنا من الجوع… سأذهب ولن أعود. من أوكرانيا سأذهب إلى أوربا”.

في المقابل، نفى المتحدث باسم لجنة المصالحة الوطنية التابعة للحكومة السورية عمر رحمون وجود تجنيد. وقال لوكالة الأنباء الفرنسية “لا يوجد حتى الآن أي اسم كتب، وأي جندي سجل في مركز، وأي شخص سافر بغرض القتال في أوكرانيا”، مضيفا “حتى اللحظة، كل ما أثير هو حديث إعلامي ليست له صلة على أرض الواقع”.

الاخبار العاجلة