في ظل الغياب شبه الكامل للأضاحي عن موائد عيد الأضحى لهذا العام، شهدت الأسواق المغربية موجة ارتفاع غير مسبوقة في أسعار أحشاء الخرفان، لتُفاقم الضغوط الاقتصادية على الأسر، وتحوّل طقوس العيد إلى تحدٍ حقيقي.
ففي جولة داخل عدد من الأسواق، بلغ سعر كبد الغنم 250 درهماً للكيلوغرام، بزيادة لافتة عن السنوات السابقة التي لم يتجاوز فيها السعر 150 درهماً. أما “الدوارة” فقد تراوحت بين 450 و600 درهم حسب الحجم، في حين استقر ثمن رأس الخروف عند 100 درهم.
ما زاد من حدة الغضب الشعبي هو لجوء بعض الجزارين إلى فرض شراء “بكاج” كامل من الأحشاء بدلاً من البيع بالتجزئة، مستغلين ارتفاع الطلب رغم الدعوات الرسمية لتقليص الذبح، خصوصاً بعد النداء الملكي في فبراير الماضي الذي أوصى بالحفاظ على الثروة الحيوانية المتضررة من الجفاف وغلاء الأعلاف.
في بعض المناطق، قفز السعر إلى 300 درهم للكيلوغرام الواحد من الكبد، وسط إصرار الأسر على التشبث بطقوس العيد، حتى لو غابت الأضاحي، وباتت الأحشاء وحدها عنواناً للعيد… ولكن بثمن باهظ.
