يشهد واقع تأهيل مربيات التعليم الأولي في المغرب تحديات متعددة، من بينها غياب تكوين أكاديمي شامل، وافتقار المؤسسات إلى معايير موحدة في تكوين المربيات، بالإضافة إلى ضعف الموارد البيداغوجية الحديثة، وهو ما يؤثر بشكل مباشر على جودة التعليم في هذه المرحلة الأساسية من الطفولة. وقد شكل هذا الموضوع محور نقاش جمع مجموعة من الباحثين والمختصين في التربية والتكوين، حيث تم التأكيد على ضرورة وضع استراتيجية وطنية متكاملة تضمن تكوينًا عالي الجودة، مع مراعاة الجوانب البيداغوجية والنفسية الحديثة، بهدف الارتقاء ببيئة التعلم وضمان تكافؤ الفرص للأطفال.
تمت مناقشة عدة مقترحات لإصلاح هذا القطاع، من بينها إحداث مراكز متخصصة في تكوين المربيات تحت إشراف خبراء في علوم التربية وعلم النفس، وتطوير مناهج التكوين من خلال اعتماد مقاربات بيداغوجية حديثة، إضافة إلى ضرورة توفير بيئة تعلم آمنة ومحفزة للأطفال تدعم الإبداع والتطور الفكري. كما تم التشديد على أهمية تحسين ظروف عمل المربيات، خاصة فيما يتعلق بالأجور التي تظل هزيلة مقارنة بحجم المهام الموكلة إليهن، فضلاً عن خضوعهن لتأطير غير موحد من طرف جمعيات وسيطة، مما يجعلهن عرضة للهشاشة المهنية وغياب إطار قانوني واضح ينظم عملهن داخل المنظومة التربوية.
ورغم أهمية هذه التوصيات، يبقى التساؤل مطروحًا حول مدى قدرة الجهات المسؤولة على ترجمتها إلى إصلاحات فعلية تضمن تطوير التعليم الأولي، وتحسين وضعية المربيات، وضمان إشراف مؤسساتي يرسخ معايير الجودة والاستدامة.