كشف الباحث في السياسات العمومية، أيوب الرضواني، عن معطيات مثيرة تسلط الضوء على فشل الحكومة في معالجة الأزمة التي أدت إلى إلغاء ذبح أضحية العيد لهذا العام. وأكد الرضواني أن مئات المليارات ضاعت دون أن تعود بالفائدة على المواطنين، داعيًا إلى محاسبة المسؤولين.
في تدوينة له في أبريل 2023، أشار الرضواني إلى اجتماع عقده عزيز أخنوش، وزير الفلاحة، مع مهنيي سلسلة اللحوم، حيث أعلنوا عن تدابير استعجالية لتطوير هذه السلسلة، بما في ذلك توقيع اتفاقيات بقيمة 14.45 مليار درهم في مايو 2023 لتطوير قطاع اللحوم الحمراء. رغم هذا الدعم الكبير، استمرت الأسعار في الارتفاع، حيث تراوحت أسعار اللحوم بين 110 و150 درهم للكيلو، دون أن يتأثر الوضع في الأسواق.
وأوضح الرضواني أنه في الفترة بين أكتوبر 2023 وأكتوبر 2024، حقق “الشناقة الكبار” أرباحًا ضخمة تقدر بـ200 مليار سنتيم من خلال الإعفاءات الضريبية والجمركية على وارداتهم من الماشية واللحوم المجمدة. ورغم هذه الإجراءات، بقيت أسعار اللحوم مرتفعة، مما يطرح تساؤلات حول فاعلية هذه التدابير.
وقال الرضواني إنه في غضون سنتين، تبخرت حوالي 1000 مليار سنتيم من البرامج الحكومية والدعم المقدم، في وقت لا يزال فيه المواطن المغربي يعاني من ارتفاع أسعار اللحوم. وأكد أن الوضع يتطلب تدخلًا جراحيًا حقيقيًا من الحكومة، وإعادة رسم السياسات الاقتصادية لضمان استقرار الأسعار وحماية المواطنين من الاستغلال.
وختامًا، شدد الرضواني على ضرورة محاسبة المسؤولين عن هذه الفوضى المالية، مع التساؤل عن مستقبل الفلاحين والمواطنين في ظل غياب الإجراءات الفعالة والملموسة التي تعود بالنفع على الجميع.