شهدت الجمعية الوطنية للإعلام والناشرين يوم الجمعة 20 شتنبر 2024، انعقاد جمعها العام العادي في فندق سوفيتل بالدار البيضاء، حيث توافد الأعضاء وممثلو القطاع الإعلامي لمناقشة أوضاع الصحافة الوطنية والتحديات التي تواجهها، خاصة في ظل التحضير للأحداث الدولية الكبرى مثل كأس العالم 2030.
:تحليل التحديات والإصلاحات المطلوبة
افتتحت فاطمة الورياغلي، نائبة رئيسة الجمعية، اللقاء بكلمة أكدت فيها على أهمية هذا الجمع في تقديم التقريرين الأدبي والمالي. كما تناولت التحديات التي لا تزال تعيق تقدم الصحافة الوطنية، موضحة أن الجمعية أطلقت مشاريع تهدف إلى تحسين الوضع الإعلامي، إلا أن الطريق ما زال مليئًا بالعقبات التي تتطلب مزيدًا من الجهود والتعاون بين الأطراف المعنية.
من جهته، استعرض مختار الغزيوي، الأمين العام للجمعية، مسيرة الجمعية منذ تأسيسها، مسلطاً الضوء على دورها في دعم الصحافيين خلال أزمة كوفيد-19 التي كادت أن تهدد بقاء القطاع. كما شدد على ضرورة تحسين أداء الصحافة الوطنية، خاصة في التغطيات الرياضية، في ظل الانتقادات التي طالت تغطية مونديال قطر 2022.
مستقبل الصحافة الوطنية: إصلاحات وتحسينات مالية:
خالد الحري، أمين مال الجمعية، كشف في مداخلته عن الميزانية الحالية التي تبلغ 342 مليون سنتيم، وأوضح أن الإدارة الرشيدة للموارد ساهمت في تحقيق فائض مالي قُدر بمليون درهم، تم توجيهه لتنظيم دورات تدريبية لتعزيز مهارات الصحافيين في التواصل الدولي.
عبد المنعم دلمي، الرئيس الشرفي للجمعية، أشاد بدور الجمعية في توفير منصة موحدة تعكس صوت الإعلام المغربي، مؤكداً على ضرورة الحفاظ على الأخلاقيات المهنية في ظل التحولات التي يشهدها القطاع.
مداخلات حول التحديات القانونية والهيكلية للقطاع:
تطرق يونس مجاهد، رئيس المجلس الوطني للصحافة، إلى مشكلات هيكلة المؤسسات الصحفية، داعياً إلى ضرورة احترام المعايير الأخلاقية والمهنية لضمان جودة المحتوى الصحفي. في حين ندد عبد الكبير أخشيشن، رئيس نقابة الصحافة الوطنية، بالهشاشة التي يعيشها القطاع، مطالباً بإعادة صياغة الإطار القانوني بما يحمي حقوق الصحافيين ويعزز من احترافية المهنة.
مستقبل الإعلام بين الفرص والتحديات:
في ختام الجمع، عبّر إدريس شحتان، رئيس الجمعية، عن قلقه من انتشار ظاهرة “الصحافيين المزيفين”، مؤكداً أن الجمعية ستعمل على فرض معايير صارمة تضمن استفادة المؤسسات المؤهلة فقط من الدعم المالي. وأشار إلى أن الصحافة الوطنية بحاجة ماسة إلى إعادة هيكلة شاملة لضمان قدرتها على مواكبة التطورات العالمية وتغطية الأحداث الدولية بكفاءة.
:التطلع إلى المستقبل بروح التغيير
يظل مستقبل الإعلام الوطني رهيناً بتكاتف الجهود بين المؤسسات الإعلامية والهيئات الحكومية لضمان بيئة مهنية تسهم في تطوير القطاع وتعزيز دوره كمصدر رئيسي للمعلومة في المغرب وخارجه، خاصة في ظل التحديات المرتقبة لتنظيم كأس العالم 2030.