هكذا تؤثر السنيما على الرأي العام كنوع من انواع الإعلام

هكذا تؤثر السنيما على الرأي العام كنوع من انواع الإعلام

بقلم: حنان الطيبي

قبل الحديث عن عالم السنيما وتطوره وتحدياته، دعونا نعود إلى تاريخ ظهورها واختراعها، فقد ظهرت السينما في نهاية القرن التاسع عشر، حيث يعتبر أول عرض سينمائي تم عرضه عام 1895، عندما قام الإخوة لوميير، ألفرد وأوغست لوميير، بعرض أفلامهما لأول مرة في باريس في 28 ديسمبر 1895، وكان أحد الأفلام التي عرضوها باسم “العاملون في المصنع”، إذ يعد من أوائل الأفلام المسجلة.

وقد تطورت السينما بسرعة كبيرة خلال القرن العشرين، حيث شهدت تطويرا في التقنيات والإنتاج، وأصبحت وسيلة هامة للتعبير الفني ووسيلة ترفيه شهيرة على مستوى العالم.

وفي عالم السينما، يتجسد الفن والإبداع في كل فريق عمل وكل إطار سينمائي، كما وتعد صناعة الأفلام مسرحا للخيال والواقع، حيث يتشابك الضوء والصوت ليخلقا تحفة فنية تروي قصة الحياة بأبهى الألوان.
إن السينما تعتبر وسيلة من وسائل الإعلام الترفيهية والفنية، حيث تستخدم لنقل القصص والأفكار من خلال الصور المتحركة والصوت، كما وتؤثر السينما على الرأي العام والأفكار بطرق متعددة. عبر تقديم قصص مؤثرة وشخصيات قوية، يمكن للأفلام نقل رسائل وقضايا معينة، مما يؤثر في تشكيل وجهات نظر الجمهور. تساهم السينما أيضًا في تعزيز التفاهم والتواصل الثقافي بين مجتمعات مختلفة. بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن تكون الأفلام وسيلة لتحفيز التفكير وتحفيز الحوار حول قضايا متنوعة في المجتمع.

في عالم السينما، تتلاقى المشاعر والأحاسيس كما يلتقي الممثل بدوره، ينساب الإخراج كقلم يرسم لوحة تتكون من لحظات تبقى خالدة في أذهان المتفرجين. هناك تناغم بين فنون مختلفة، حيث ينسج المخرج سيناريوهاته كأديب يروي قصة، ويختار المصور زواياه كرسام يرسم لوحاته.
كما يمكنها تسليط الضوء على قضايا اجتماعية وسياسية، مما يسهم في توعية الجمهور، وفي بعض الأحيان، تستخدم السينما لتحفيز التفكير وتحفيز التغيير في المجتمع.

الكاميرا تكون قلب العمل السينمائي، تحمل معها عبق اللحظة وجمال الإلتقاط، وينقل المشهد عبر الزمن والمكان، يجسد لحظات لا تتكرر، وكأنها لوحات تتحرك بأناقة وسحر فريد.

اما في مجال الإخراج، فيظهر الفنان كرائد يوجه فرقته الفنية نحو تحقيق رؤيته الفنية، يتحكم بالتوقيت والإيقاع، كما يوجه الأداء الفني ببراعة ليخلق لحظات درامية تترك بصمة في قلوب المتفرجين.

هذا الفن الجميل، يتطلب جهدا جماعيا وتعاونا فنيا لتحقيق العمل السينمائي الكامل، حيث يتعاون المؤلف مع المخرج، والممثل مع المصور، وكل فنان يساهم بجزءه الخاص لخلق تجربة سينمائية فريدة، ابتداء من بطل القصة إلى “الكومبارس”, ففي الحقيقة ليس هناك دورا مهما وآخر ثانوي، فكل الأدوار تكمل بعضها في قصة الفيلم.

إلا أن عالم السينما، على الرغم من روعة وجمال فنونه، فإنه يواجه تحديات وإكراهات عدة نذكر منها:

التمويل: يعتبر الحصول على تمويل كبير لإنتاج أفلام عالية الجودة تحديًا، خاصة مع التكاليف المرتفعة للتصوير والمؤثرات البصرية.

التنافس: مع زيادة عدد الأفلام التي تتم إنتاجها سنوياً، يزداد التنافس على جذب انتباه المشاهدين، مما يجعل من الضروري الابتكار وتقديم قصص فريدة.

التسويق: الترويج للفيلم وجذب جمهور يتطلب جهدًا كبيرًا، ويشمل استراتيجيات تسويق مبتكرة وفعّالة.

التغييرات التكنولوجية: سرعة التغيير في التكنولوجيا، خاصة في مجال التأثيرات البصرية، تفرض تحديات على المخرجين وصناع الأفلام لمواكبة التقنيات الجديدة.

القيود الثقافية والسياسية: في بعض الأحيان، تواجه صناعة السينما قيودًا ثقافية أو سياسية تحد من حرية التعبير والإبداع.

توجيه الانتقادات: تلقى الأفلام وصناعها انتقادات، سواء كانت من ناحية القضايا الاجتماعية أو السيناريو أو الأداء، وهذا يضعهم في تحديات تتعلق بتلبية توقعات واحتياجات الجمهور.

الوصول إلى الأسواق الدولية: التحديات التي تواجه الأفلام في الوصول إلى الأسواق الدولية، مع تحديات الترجمة وفهم الثقافات المختلفة.
وفي النهاية، تظهر الأفلام كأعظم التحف الفنية التي تتيح للمشاهدين الغوص في عوالم جديدة واكتشاف جوانب جديدة من الحياة… إنها ليست مجرد أفلام، بل تمثل رحلة فنية تأخذنا بعيدا، تعلمنا الكثير، وتعكس جمال الإبداع البشري في صنع الفن.

وختاما، فبرغم هذه التحديات، يظل عالم السينما مكانا حيويا للإبداع والتعبير الفني، وصانعي الأفلام يعملون بجد لتجاوز هذه العقبات وتقديم أعمال تستحق الاهتمام والتقدير.

الاخبار العاجلة