حافظ فيلم “أفاتار: طريق الماء” (Avatar: The Way of Water) على صدارة شباك التذاكر في صالات العرض الأميركية، فيما اقتربت إيراداته من 90 مليون دولار بحسب شركة “إكزبيتر ريليشنز” المتخصصة، رغم العاصفة الثلجية التي وصفت بـ”عاصفة القرن” وألزمت ملايين الأميركيين منازلهم في العطلة المطولة لعيد الميلاد.
وبلغ إجمالي إيرادات العمل الذي يحمل توقيع المخرج جيمس كاميرون وأنتجته “توينتيث سنتشري” 287.7 مليون دولار محليا، ليصبح خامس أكثر الأفلام درّا للعائدات في عام 2022.
وفيما قال محللون إن إيرادات هذا الجزء الجديد من “أفاتار” فاقت التوقعات في عطلة نهاية الأسبوع التي شهدت عاصفة قوية، حصدت 3 أفلام جديدة عائدات أكثر تواضعا.
فقد نال فيلم “بوس إن بوتس: الأمنية الأخيرة” (Puss in Boots: The Last Wish) العائلي من إنتاج “يونيفرسال”، وهو عمل بالرسوم المتحركة من سلسلة “شريك” (Shrek)، عائدات بلغت 17.5 مليون دولار في الفترة الممتدة من الجمعة إلى الاثنين.
أما فيلم السيرة “ويتني هيوستن: أريد أن أرقص مع أحد ما” (Whitney Houston: I Wanna Dance With Somebody)، فنال 6.8 ملايين دولار فقط، وقد جسّدت فيه الممثلة الإنجليزية ناومي آكي شخصية النجمة الراحلة ويتني هيوستن.
وانطلق الفيلم الدرامي الكوميدي “بابيلون” (Babylon)، الذي يحمل توقيع المخرج داميان شازيل الحائز جائزة الأوسكار، بإيرادات لم تتخط 5.3 ملايين دولار، رغم كوكبة النجوم التي يضمّها ومن بينهم براد بيت ومارغوت روبي. ووصف موقع “فاريتي” (Variety.com) هذه النتائج بأنها “انطلاقة مروعة”.
أفاتار بجزأيه الأول والثاني ليس أكثر من قصة بسيطة وبدائية للغاية تشبه عشرات الأفلام والقصص الأخرى، مع تجربة بصرية مختلفة ومميزة بالفعل.
بإلغاء المؤثرات البصرية ووضع وجوه ممثلين عاديين بدلًا من الزرقاء سنجد أمامنا قصة بلد يحاول الرجل الأبيض استعماره والاستيلاء على ثرواته مع مقاومة سكانه الأصليين، يمكن وضع المواطن الأفريقي الأسمر أو اللاتيني أو السكان الأصليين لأميركا أو الآسيويين محل سكان باندورا وستجد القصة واقعية للغاية بمجاز مباشر.
ترافق مع بساطة القصة كذلك قِدم المعالجة والرؤية التي تجعل العمل يبدو كما لو أنه ينتمي إلى أفلام الثمانينيات والتسعينيات الأميركية، فالشعب الذي يلاقي المرار من المستعمر الأبيض الذي يرغب في اغتصاب خيراته لا يستطيع الانتصار إلا عند انضمام أحد أفراد المعسكر المضاد إليه تعاطفًا مع قضيته.
وبخبراته العسكرية والحربية يستطيع القائد الأميركي الأبيض تنظيم صفوف السكان الأصليين وقيادتهم لطرد المستعمرين من بني جلدته، قصة تشبه في حبكتها روايات طرزان شديدة القدم والعنصرية والتي لا يصلح تقديمها في عصر أصبح فيه للصوابية السياسية ثقل.
بطل الفيلم جاك سالي في الجزء جندي البحرية السابق يتمرد على قائده ورفاقه ويقرر إنقاذ كوكب باندروا، وبالفعل يطردهم عائدين ليبدأ حياته في الجزء الثاني كقائد للشعب، وأنجب 3 من الأبناء والبنات، وتبنى اثنين، وبنى حياة سعيدة مستقرة، حتى يصل البشر إلى باندورا الهادئ من جديد.
يبحثون عن كوكب جديد يستقرون فيه وقد أصبحت الأرض مكانا لا يصلح للعيش، وتبدأ المعارك والكر والفر بين الفريقين حتى يحاول البشر كسب المعركة بإرسال فريق يتكون من أجسام هجينة تشبه في صفاتها الجسدية سكان باندورا لكن بذاكرة وشخصية القادة العسكريين من الجزء الأول، وباستهداف “جايك سالي” على الأخص يقرر الهرب والنجاة بعائلته.
بساطة القصة تسهم بالتأكيد في وصول الفيلم إلى أكبر عدد من المشاهدين الذين يرغبون بالاستمتاع بالمشاهدة السينمائية دون الحاجة للتركيز في حبكة معقدة، ولكن الفيلم عابه بعض الفجوات في السيناريو كذلك، مثل عدم ذكر عملية الاستعمار غير مرة واحدة في بداية الفيلم، وتحوله بعد ذلك لمجرد رحلة انتقام العقيد مايلز كواريتش من جاك سالي وعائلته بدعم غير مفهوم من الجيش الأميركي الذي يرغب في إخضاع سكان الكوكب بالأساس لاحتلاله، ولكنه بدا بعد منتصف الفيلم كهدف غير مهم في رحلة طويلة من المطاردة.
فيلم “أفاتار: طريق الماء” هو الأول بين 4 أفلام تكمل مخطط “أفاتار”، وبدأ جيمس كاميرون بالفعل تصوير فيلم “أفاتار 3” بالتوازي مع تصوير الجزء الثاني وبنفس فريق التمثيل بالإضافة إلى شخصيات جديدة.
ولكن لأكثر من مرة صرح المخرج بأن الجزأين الرابع والخامس رهن نجاح الثاني والثالث، وبالنظر إلى إيرادات الجزء الثاني بعد مرور أسبوع فقط من عرضه نجد أن ذلك محتمل بشدة، وقد حقق 441 مليون دولار مقابل ميزانية 460 مليون دولار، وأصبح رقم 10 في أعلى أفلام 2022 إيرادًا، وهو الرقم القابل للتغير بشدة مع كل يوم.
وحلّ في المركز الخامس خلال عطلة نهاية الأسبوع الطويلة والباردة، فيلم “النمر الأسود: واكاندا للأبد” (Black Panther: Wakanda Forever) مع 5.3 ملايين دولار، ليصبح إجمالي إيراداته 428 مليون دولار.
وفي ما يأتي باقي الأفلام بالترتيب:
- فيلم “أفاتار: طريق الماء”: جمع 90 مليون دولار.
- فيلم “بوس إن بوتس: الأمنية الأخيرة”: جمع 17.5 مليون دولار.
- فيلم “ويتني هيوستن: أريد أن أرقص مع أحد ما”: جمع 6.8 ملايين دولار.
- فيلم “بابيلون”: جمع 5.3 ملايين دولار.
- فيلم “النمر الأسود: واكاندا للأبد”: جمع 5.3 ملايين دولار.
- فيلم “ليلة عنيفة” (Violent Night): جمع 4.3 ملايين دولار.
- فيلم “الحوت” (The Whale): جمع 1.5 مليون دولار.
- فيلم “القائمة” (The Menu): جمع مليون دولار.
- فيلم “ذا فابلمان” (The Fabelman): جمع 900 ألف دولار.
- فيلم “عالم غريب” (Strange World): جمع 675 ألف دولار.