وزارة الثقافة تعلن عن إطلاق جائزة في وجه الشعراء المغاربة الشباب

رئيس التحرير15 مايو 2022
وزارة الثقافة تعلن عن إطلاق جائزة في وجه الشعراء المغاربة الشباب

يوما بعد يوم، تتراجع الكتابة الشعريّة من داخل المشهد الشعري في المغرب وخارجه، بما يجعل الرواية تطفح على سطح الثقافة المغربيّة، بعد أنْ غدت في نظر كثير من الأدباء، بمثابة لسان الزمن المعاصر. فهم يستندون في تحليلاتهم وآراءهم إلى التفاصيل الواقعية الدقيقة وآليات الحكي التي تتيحها الرواية مقاربة بالشعر.

لكنْ بالنّظر إلى الواقع الثقافي ومشاهده الأدبيّة المُتعدّدة في الزمن المعاصر، يكتشف المرء أنّ ظاهرة انسحاب الشعر وتراجعه اليوم، ليس مسألة مغربيّة أو عربيّة حتّى، بل عالمية في أفولها وتصدّعها وهشاشتها. لكنّ الاختلاف الموجود بين الغرب والمنطقة العربيّة، أنّ في فرنسا وأميركا وبلجيكا، ثمّة العديد من دور النشر الصغيرة، التي مازالت تُراهن على الكتابة الشعر، باعتبارها كتابة متفرّدة لها قراءها وجماهيرها المُتعطّشة دوماً وأبداً لقراءة الجديد الشعري العالمي، سواء الوطني أو الجهوي، أو حتّى المُترجم حديثاً من العربيّة إلى لغاتٍ أجنبية أخرى.

ففي هذا الأفق الغائم، ارتأت وزارة الشباب والثقافة والتواصل ـ قطاع الثقافة في المغرب، إطلاق جائزة شعرية جديدة في وجه الشعراء المغاربة الشباب. وذلك في إطار فعاليات الدورة 27 من المعرض الدولي للكتاب والنشر المُنظّم هذه السنة في الرباط، خلال الفترة الممتدة بين 2 يونيو إلى 12 منه السنة الجارية.

وحسب البلاغ الصحفي الذي نشره بيت الشعر فإنّ الغاية من هذه المبادرة / الجائزة التي ستصبح “موعداً ثقافياً وشعرياً سنوياً يتزامن مع فعاليات المعرض الدولي للكتاب والنشر، اكتشاف شعراء جدد وتشجيع المواهب الشابة في مجال الكتابة الشعرية، وتثمين موهبتها، وتحفيزها على ارتياد عالم الإبداع”.

وحسب نفس البلاغ، فإنّ النصوص المُرسلة للمشاركة في الجائزة، حيث “سيعهد إلى لجنة تحكيم عملية البت في القصائد المشاركة، والإعلان عن الشعراء الفائزين مع تعليل أسباب ومبررات اختيارها” إذْ “يتم دعوة الشعراء الفائزين لتسلم جوائزهم خلال حفل ثقافي ضمن فعاليات المعرض الدولي للكتاب والنشر”.

على هذا الأساس، فإنّ الثقافة العربيّة المعاصرة، لا تولي هذا الاهتمام الكبير للشعر، ربّما بسبب سطوة الرواية وتشعّب جوائزها، ما أفضى إلى تحوّل الكثير من الشعراء إلى “امتهان” الكتابة الروائية وجعلها في مقدّمة برامجهم على مستوى الكتابة والتفكير. وإذا استثنينا دار “المتوسّط” بالعالم العربي، التي ظلّت على مدار سنوات، تُراهن على الوجود الشعري في طريق عرض عملها وبرامجها الثقافيّة، سيما التعريف بالوجوه الشعريّة الجديدة التي تقتحم بقوّة المشهد الشعري وتُشكّل خرقاً شعرياً على مُستوى الكتابة والصنعة والتخييل، فإنّ القارئ لا يعثر على أيّ دار نشر أخرى متخصّصة في نشر دواوين الشعر والأنطولوجيات والمختارات، طالما لم يعُد لهذا الجنس الأدبي المُذهل أيّ قرّاء في وقتنا الحالي.

الاخبار العاجلة