بين الفرص والتحديات تجربة فريدة ل “محمد ناصر”

رئيس التحرير29 ديسمبر 2021
بين الفرص والتحديات تجربة فريدة ل “محمد ناصر”

المغرب العربي بريس //مصطفى مجبر
محمد ناصر فنان أردني أصبح مؤخرا مثار جدل شديد، ليس فحسب في براعة خلطه الأداء التراجيدي بالأكشن وإثقانه للونين معا، بل في خوضه غمار منافسته لنفسه، وخلقه للفرصة التي تكشف للجمهور قدراته التمثيلية العالية، عبر تبنيه مؤخرا مشاريع فنية كسلسلة “Master scene”، سخر لها طاقاته وإبداعه، حيث دفعته الحماسة والثقة بالنفس وعدم الاستسلام لواقع ندرة الفرص الحقيقية إلى التحرر من قيود التأمل والانتظار لإثبات الذات على جناح السرعة، ليحول الانتكاسات والترقبات إلى إنجازات تبشر بنجاحات قادمة أكبر، أول بوادرها فلمه الجديد “حب شجاع” الذي يعد فعلا إفرازا لمغامرته التي أتبثت أنه قادر على تحقيق ذاته.

محمد ناصر الفنان الذي سجل تجربة فريدة من نوعها، وكتب قصة ممثل عنوانها العزيمة والتحدي والطموح، شارك لأكثر من عقد في العديد من الأعمال تجاوزت الخمسين عمل وتميز في أداء مشاهده بها، لكنه رغم ذلك لم يلقى قدر كبير من التقدير.
فلماذا يستقصى محمد ناصر من أدوار البطولة رغم أنه الفنان الأكثر موهبة بجيله؟!
بمجرد متابعة الأعمال والمشاهد التي أدّاها هذا الفنان تقتنع بأنه لا خلاف على كون الممثل الأردني محمد ناصر من حيث الأداء يمتلك مكانة كبيرة للغاية، فمن ناحية الموهبة يعد أهم نجوم الفن في الوطن العربي، وكان من المفترض أن ينعكس هذا معه بشدة على الشهرة والنجاح والانتشار، وأن تلاحقه الأضواء ويتهافت عليه المنتجون والمخرجون، لكن هذا الأمر لم يحدث بطريقة غريبة، إذ أن الفنان الذي يحظى بموهبة كبيرة بين جميع أبناء جيله لحدِِ يمكن اعتباره الأفضل بينهم في جزئية الموهبة على وجه التحديد عانى حتى وقت قريب من صعوبة في الحصول على فرص من أجل المشاركة في البطولة، مع أنه يمتلك وسامة طاغية وكاريزما عالية، بوقت تعتبر فيه وسامة وجمال الفنان سمة مميزة للمشاهير منهم، وبمثابة تاج تتويج لتربعهم على عروش الشاشة خصوصا إذا ما قورنت بموهبة حقيقية.
فالوسامة لها أثرها على نجومية الفنان في تضاعف حظه واختياره لأداء أدوار البطولة بهدف جذب الأنظار على الشاشة، بغية ضمان استمتاع المشاهد بعنصر هام وأساسي وهو البطل الجذاب بجانب عدد من العناصر الأخرى من قصة وإخراج وتصوير وموسيقى.

محمد ناصر أظهر قدرة فائقة على التجسيد والتقمص والمحاكاة، ومهارة التعبير الجسدي بالإضافة إلى إثقان الأكشن، والمهارات تظهر جودة الممثل وهذه الأمور لا يبرع فيها الكثير من المصنفين اليوم كنجوم، الغريب أن الكثير مما يحضون بالشهرة يمتلكون فقط بعضا من التميز، وجزءا صغيرا مما يمتلكه محمد ناصر، وهذا شيء يدعو للحرج من وضع مثل هذه المقارنة، الشيء الذي يدفعنا للتسائل، إن كانت الموهبة والبراعة لا يعتبران المعيار الأساسي لإختيار نجم مشروع فني، فما هو مآل مستوى الأعمال الفنية اذا أقصينا البارعين؟! وماذا عن بقية الممثلين الذين يترقبون فرصا يستحقون الحصول عليها، ولا يستطيعون أن يفعلو كما فعل محمد ناصر الذي بدل أن ينتظر الفرصة خلقها بنفسه، فكيف ستفرز الدراما الأردنية للشاشة نجوم اذا حجبنا عنهم الأدوار التي تبرزهم؟

الاخبار العاجلة