أزمة فنية بين احميدة الباهري وابتسام تسكت تصل أروقة القضاء

أزمة فنية بين احميدة الباهري وابتسام تسكت تصل أروقة القضاء

قرر الفنان المغربي احميدة الباهري، أحد أعلام الأغنية الغيوانية، أن يسلك المسار القضائي بعدما اتهم المطربة ابتسام تسكت بالسطو على أغنيته القديمة “دابا تندم علي”، متهماً إياها بإعادة توظيفها في عملها الجديد “سالينا” دون إذن أو تعويض. ورغم محاولته حل الخلاف ودياً، اصطدم برفضها الاعتراف بالخطأ أو تقديم مقابل مادي، ما دفعه إلى اللجوء إلى المحكمة دفاعاً عن حقوقه الإبداعية ومصدر رزقه الوحيد، حسب تعبيره.

الباهري الذي ارتبط اسمه بمجموعات غنائية بارزة مثل “المشاهب” و”جيل جيلالة”، يعتبر من أبرز من أسهموا في ترسيخ الأغنية الغيوانية. ولم يكتف بتجربة واحدة، بل أسس مجموعة نسائية فريدة باسم “بنات الغيوان”، ثم مشروعاً آخر بعنوان “أروكيسترا احميدة”. ورغم هذه المسيرة الغنية، يؤكد أن هذا النوع من الفن بات على هامش المشهد الفني الحالي، في ظل هيمنة الأغنية “الشبابية” التي يراها، في كثير من الأحيان، خالية من العمق والهوية.

ويرى الباهري أن الأزمة ليست شخصية بقدر ما هي مرآة لوضع مأزوم للفنان المغربي الأصيل، فجيل الرواد يتعرض للتجاهل، والاعتراف بإنجازاتهم أصبح نادراً. وبرأيه، فإن الساحة الفنية تحولت إلى سوق تجاري بحت، تسوده حسابات الربح والنجم السريع، بينما تراجع فيه الإبداع الحقيقي. ويأسف على واقع لم يعد يفتح الأبواب أمام من صنعوا الذاكرة الغنائية المغربية، معتبراً أن العودة إلى الواجهة باتت شبه مستحيلة من دون دعم أو فرص حقيقية.

وفي خضم هذا السياق المربك، يعبّر الباهري عن خيبة أمله من نسيان الكبار، ومن تجاهل جهد فني امتد لعقود، مؤمناً في الوقت ذاته بقدرة الشباب على الإبداع متى توفر لهم التكوين والاحترام للتجارب السابقة. لكنه لا يخفي قلقه من أن يضيع كل ذلك وسط الضبابية والتهميش الذي يخنق أسماءً لطالما أغنت الوجدان المغربي.

الاخبار العاجلة