في الوقت الذي تنتظر فيه دور النشر العربية معارض الكتب السنوية لزيادة مبيعاتها، تشهد فرنسا تفاعلاً أدبياً مختلفاً يعتمد على توافر الكتب على مدار السنة، مدعوماً بسلسلة نشر مستقرة تبدأ بالقارئ وتنتهي بالناشر. هذه الاستراتيجية تتجلى في الاهتمام الكبير بالجوائز الأدبية التي تساهم بشكل مباشر في رفع مبيعات الكتب. على سبيل المثال، لا تقل مبيعات الرواية الفائزة بجائزة غنكور عن 300 ألف نسخة، بينما تصل مبيعات الرواية الحائزة على جائزة رنودو إلى 200 ألف نسخة.
مع اقتراب الدخول الأدبي الكبير في سبتمبر/أيلول، تعلن الجوائز الأدبية الفرنسية عن قوائمها التي تثير اهتمام النقاد والجمهور على حد سواء. أحدث هذه الجوائز هي جائزة “باتريموان”، التي تركز على التراث في الأعمال السردية، وتضم في قائمتها أسماء مثل جيروم فيراري وبولين كلافيير. كما أعلنت جائزة الفناك الشهيرة عن لائحتها الطويلة التي تضمنت أعمالاً عربية مثل رواية “الأشجار تمشي في الإسكندرية” للمصري علاء الأسواني.
في إطار الجوائز المخصصة للأدب العربي، أعلنت مؤسسة لاغادير بالتعاون مع معهد العالم العربي عن قائمتها القصيرة لجائزة الأدب العربي، التي شملت روايات من ليبيا وتونس ولبنان وفلسطين. بالإضافة إلى ذلك، أصدرت مؤسسة مار نوستروم قوائمها الطويلة لجوائزها المتنوعة التي تغطي مجالات الرواية والتاريخ والجيوسياسة والفلسفة.
هذه الحركة الأدبية النشطة في فرنسا تؤكد دور الجوائز الأدبية كعنصر أساسي في نجاح الكتب وانتعاش سوق النشر، بعيداً عن الاعتماد على معارض الكتب الموسمية، مما يبرز الفجوة بين الأسواق الأدبية في فرنسا ونظيرتها العربية.