وزارة التواصل تجتمع بمهنيي القطاع بسبب أزمة الصحافة

رئيس التحرير6 يناير 2022
وزارة التواصل تجتمع بمهنيي القطاع بسبب أزمة الصحافة

جمعت وزارة الشباب والثقافة والتواصل مهنيي قطاع الإعلام، صباح الأربعاء 5 يناير 2022، في لقاء تشاوري بحث عن حلول للمشاكل التي يعاني منها القطاع، والتي أجمعوا على أنها مركبة وعميقة زادتها أزمة كورونا استفحالا.
ووفق الوزارة الوصية فإن هذا اللقاء التشاوري يأتي في إطار الجهود التي تقوم بها وزارة الشباب والثقافة والتواصل – قطاع التواصل- من أجل النهوض بأوضاع قطاع الصحافة الوطنية من خلال تمكينه من الأدوات والآليات الملائمة لتطويره حتى يتمكن من أداء وظائفه.

هذا اللقاء الذي لمّ الهيئات المهنية الأكثر تمثيلية في مجال الصحافة والإعلام، تحت عنوان “الصحافة الوطنية أي خيارات لمواجهة التحديات وكسب رهان التأهيل”، يندرج في إطار البحث عن حلول للأزمة التي يتخبط فيها القطاع، يقول المختار لغزيوي، الرئيس المنتدب للجمعية الوطنية للإعلام والناشرين.

المقاولات الصحافية تأثرت بهاته الجائحة منذ سنتين، ومن باب إعمال العقل الحقيقي أن نجتمع كفرقاء ومتدخلين وفاعلين لإيجاد الحلول المثلى، بتوافق ودون إقصاء أي طرف”.

من جانبه، يشدد يونس مجاهد، رئيس المجلس الوطني للصحافة، على أن أزمة القطاع بنيوية بأسباب هيكلية عميقة، مشيرا إلى أن أزمة الصحافة الورقية بدأت منذ سنة 2013 وتضاعفت مع الجائحة، وكان يُعول على الصحافة الإلكترونية، لكنها أيضا تعاني.

وأضاف أن النقاش الحالي هدفه وضع خارطة طريق لتجاوز الأزمة والسير نحو المستقبل والانفتاح على التكنولوجيا المتوفرة، “لأننا في حاجة إلى صحافة قوية والجائحة أبانت على أن المجتمع يريد صحافة محترفة وناجحة وعمل جيد، وهذا يكون من خلال المحترفين”، يقول مجاهد.

فيما يعتبر نور الدين مفتاح، رئيس الفيدرالية المغربية لناشري الصحف، أن اللقاء يقدم جزءا من الجواب على تحديات القطاع، الذي تعرض لضربة قاسية بسبب كورونا. واعتبر أن أزمة كورونا التي أضرت بالقطاع ظرفية انضافت إلى أزمة هيكلية.

“لن تكتفي بمناقشة آثار الأزمة، بل سنحاول وضع النقط على الحروف والحديث عن مستقبل الصحافة، الورقية بالدرجة الأولى بكل روافدها. والجميل أن الوزارة جمعت كل الفرقاء، لتوحيد وجهات النظر وتجميع الاقتراحات لأن اليوم هو يوم التلاحم لمواجهة الأزمة”، يقول مفتاح في تصريحه.

ويشدد عبد الله البقالي، رئيس النقابة الوطنية للصحافة بالمغرب، على أن المشهد الإعلامي كان قبل الجائحة في أزمة، وفي ظلها دخل الإنعاش، ويمكن القول إنه الآن دخل غرفة الإنعاش المركز.

واعتبر أن “الأسباب المؤدية زادت استفحالا، ونحتاج إلى سبل إخراج القطاع من غرفة الإنعاش، والدعم هو من أوجه الإسعاف، ولكن هناك فضاءات وآفاقا أخرى يجب اللجوء إليها”.

في مداخلته ضمن الندوة نفسها، شدد فوزي لقجع، الوزير المكلف بالميزانية، على أهمية الصحافة في المجتمع، مضيفا “صحافة قوية تؤدي أدوارها التأطيرية، وبالتالي السؤال هو ما المجتمع الذي نريده في العشرين سنة المقبلة”.

وانتقد لقجع محدودية الدعم المُقدم للمقاولات الصحفية، لأنه لم يفرز مقاولات قوية، بل أنتج الهشاشة على حد تعبيره.

ويرى أنه من الواجب وضع برنامج ورصد ميزانية تناهز 500 مليون إلى مليار درهم في أفق 2025 أو 2030، لإنتاج مقاولات إعلامية كبيرة ومهنية ومستقرة، مشددا على أهمية الاستثمار في العنصر البشري وتعزيز مكانة الصحافي المهني.

من جهته، دعا محمد مهدي بنسعيد، وزير الشباب والثقافة والتواصل، إلى ضرورة إقرار نموذج جبائي جديد للمقاولة الإعلامية، لأنها تمتاز بخصوصية تتمثل في تقديمها لخدمات عمومية للمواطنين والمواطنات.

وأكد بنسعيد، في كلمته، على دعم الصحافة اعتمادا على مقاربة استثمارية، تروم مأسسة هذا الاستثمار وجعله خاضعا لقواعد الحكامة والشفافية بناء على نظام داخلي للجنة ثنائية ودفتر تحملات.

وحث على التفكير الجماعي في سياسات بنيوية جديدة تعيد للصحافة قيمتها السامية ودورها المجتمعي، إضافة إلى التفكير في تصور شامل يهم المقاولات والصحافيات والصحافيين “في ظل أزمة كورونا التي أثرت بشكل كبير على قطاع حيوي يعتبر محوريا داخل المجتمع من جهة، وإيمانا بأن الصحافة خدمة عمومية تسهر على تنوير الرأي العام ومحاربة الأخبار الزائفة من جهة ثانية”.

ولفت إلى “أن المقاولات الصحفية في حاجة اليوم إلى نموذج اقتصادي جديد قوامه الانتقال الرقمي والتحولات التكنولوجية، مؤكدا على أن “هذا لا يعني التخلي عن الجرائد الورقية، وإنما مواكبتها في مجال التحول الرقمي”.

الاخبار العاجلة