بعد مرور أيام على الانقطاع الكبير للكهرباء الذي شهدته شبه الجزيرة الإيبيرية، لا تزال إسبانيا في طور محاولة فهم ما حدث. وزيرة التحول البيئي الإسبانية أكدت أن فك لغز الانقطاع سيستغرق وقتاً، مشيرة إلى أن طبيعة الشبكة الكهربائية معقدة وتتطلب تحليلاً دقيقاً قبل إصدار أي استنتاجات.
الحديث عن احتمال وجود خلل في منشآت الطاقة الشمسية جنوب غرب البلاد عاد إلى الواجهة، وسط تلميحات إلى أن الطاقات المتجددة قد تكون جزءاً من المشكلة، أو على الأقل ساهمت في تعقيد الوضع. رغم ذلك، لم تستبعد المسؤولة احتمال أن يكون الهجوم السيبراني أحد السيناريوهات المطروحة، معتبرة أن كل الفرضيات واردة.
الوزيرة الإسبانية دافعت عن الطاقات المتجددة، مشيرة إلى أنها ليست خطيرة بطبيعتها، وأن تحميلها المسؤولية بشكل مباشر أمر غير دقيق ومبالغ فيه. وذكّرت بأن النظام الإسباني معتمد منذ سنوات على مزيج طاقي متنوع، وقد مرّ بأيام مشابهة من حيث الإنتاج المرتفع للطاقة الشمسية والانخفاض الكبير في الطلب دون أن تحدث أي مشاكل.
في ظل الشكوك، يستمر التحقيق في أسباب الانهيار المفاجئ للنظام الكهربائي، في وقت تحاول فيه إسبانيا الحفاظ على مسارها نحو استقلالية طاقية أكبر في عالم يتقلب جيوسياسياً باستمرار.
