في ظل تداول شائعات عبر بعض الحسابات الجزائرية على وسائل التواصل الاجتماعي حول إمكانية قطع الكهرباء عن المغرب، جاء الرد المغربي واضحًا وقويًا عبر الإعلان عن استمرار الجهود الوطنية لتحقيق الأمن الطاقي.
أوضحت ليلى بنعلي، وزيرة الانتقال الطاقي، أن المغرب قد أوقف بالفعل التبادل الكهربائي مع الجزائر منذ عام 2021 مع وقف تدفق الغاز، ولم يعد معتمدًا على هذا المصدر. وأكدت أن المغرب يواصل خطواته في مجال الطاقة المتجددة، وهو ما يتجلى في مشروع محطة الرياح “جبل الحديد” التي تم تشييدها في إقليم الصويرة بقدرة إنتاجية تبلغ 270 ميغاواط.
ويأتي هذا المشروع ضمن خطة المغرب لزيادة الاعتماد على الطاقات النظيفة، حيث بلغت الطاقة المتجددة بالمملكة حوالي 5440 ميغاواط، مع حصة كبيرة لطاقة الرياح تصل إلى 2400 ميغاواط، ما يمثل 45% من إجمالي إنتاج الكهرباء.
طارق حمان، المدير العام للمكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب، أشار إلى أهمية محطة “جبل الحديد” في تعزيز استقلالية المغرب الطاقية، وتقليص الانبعاثات الكربونية بما يقدر بـ 580 ألف طن سنويًا، وهي نسبة تعادل استهلاك مدن كبرى مثل مراكش أو فاس.
المشروع الذي تضمن تركيب 54 مروحة ريحية على مساحة واسعة بين الصويرة وآسفي، يهدف إلى إنتاج 952 جيغاواط ساعة سنويًا، وهو ما يغطي احتياجات حوالي 1.2 مليون شخص، بالإضافة إلى خلق 500 فرصة عمل مباشرة، وتحسين البنية التحتية في المنطقة.
هذا الإنجاز جاء باستثمار يصل إلى 3.25 مليار درهم، بالشراكة بين القطاعين العام والخاص، مع دعم من شركتي “ناريفا هولدينغ” و”إنيل غرين باور”، وبتمويل من الاتحاد الأوروبي وبنك التنمية الألماني.