ما لا تعرفه عن صلاة الاستسقاء في المغرب

ما لا تعرفه عن صلاة الاستسقاء في المغرب

المغرب العربي بريس

تاريخ صلاة الاستسقاء في المغرب يعود لعدة قرون، حيث كانت هذه الصلاة تقام في أوقات الجدب وندرة المطر، ويرتبط ذلك بالتقاليد الزراعية واعتماد المجتمع على الأمطار لرعاية الثروة الزراعية والحيوانية والبشرية على السواء.

وصلاة الاستسقاء في المغرب هي عبادة دينية تقام لطلب المطر والبركة من الله، ويتم إجراء هذه الصلاة عندما يعاني المجتمع من نقص في الأمطار، وهي وسيلة للتضرع إلى الله للحصول على رحمته ونعمته، كنا يشارك المغاربة في هذه الصلاة المشتركة، حيث يجتمعون في المساجد للصلاة وتقديم الدعاء لاستجابة الله لطلب الغيث والمطر. ويعكس هذا النوع من العبادة الروح الجماعية والترابط الثقافي والديني في المجتمع المغربي.
صلاة الاستسقاء في المغرب تمثل تلاحمًا بين الإيمان والطبيعة.. فعندما تتسارع لفحات الشمس وتبدا أوراق الشجر في الانكماش، يجتمع المغاربة في مساجد ترابهم للتضرع بأرواحهم وقلوبهم نحو الله، يلتفون بساجد الصلاة، يُلِحّون بالدعاء، متسولين من الرحمن نزول قطرات الرحمة.

في تلك اللحظات المقدسة، يتجلى تاريخ الأجداد والحكمة الدينية، حيث تشكل الصلاة محطة للتأمل في جمال الخلق وتذكير بافتقار الإنسان إلى رحمة الله وخضوعه أمام عظمة الله، سابغين أملهم ومتوجهين بالشكر والتوسل بين يديه تعالى إلى أن يحين غيث الحق سبحانه، فترى أرواحهم كأمواج البحر تتأرجح مع إيقاع أمطار الفضل.

وهكذا، تبنى المغاربة هذا الفعل كلوحة فنية ترسم بريشة الروح بألوان الخشوع والخضوع والانتظار، في مزيج بين الثقافة والإيمان وعقد النية واليقين بالدعاء، متماسكين بروح الجماعة وترابطها في لحظات يتألق فيها السماء بنعمة الغيث.

أما من الناحية الثقافية والدينية، فإن صلاة الاستسقاء تعتبر تعبيرًا عن توحيد المجتمع وتضامنه في وجه التحديات الطبيعية. تظهر خلال هذه الصلاة قيم الصبر والاعتماد على الله، وتُعتبر فرصة للتأمل في قدرة الخالق وحاجة الإنسان إليه.

ويتم إجراء صلاة الاستسقاء بالتجمع في المساجد أو الأماكن المخصصة، حيث يؤدي المصلون هذه الصلاة والتي يُستحب فيها استخدام أدعية خاصة تطلب من الله نعمة المطر والبركة.
وصلاة الاستسقاء مثل صلاة العيد، يصلي ركعتين يكبر في الأولى سبعا وفي الآخرة خمسا، ويكبر تكبيرة الإحرام وستا بعدها، ثم يستفتح، ثم يقرأ الفاتحة وما تيسر معها، ثم يركع ثم يرفع ثم يسجد سجدتين، ثم يقوم إلى الثانية فيصليها مثل صلاة العيد، يكبر خمس تكبيرات إذا اعتدل ثم يقرأ الفاتحة وما تيسر معها، ثم يقرأ التحيات ويصلي على النبي ص، ثم يدعو ثم يسلم، مثل صلاة العيد، النبي صلاها كما كان يصلي في العيد عليه الصلاة والسلام.

ثم يقوم الإمام فيخطب الناس خطبة يعظهم فيها ويذكرهم، ويحذرهم من أسباب القحط، كالظلم وأكل أموال الناس بالباطل ويحثهم على التوبة والاستغفار ويقرأ عليهم الآيات الواردة في ذلك والأحاديث.

ثم يدعو ربه رافعًا يديه، ويرفع الناس أيديهم يدعون، يسأل ربه الغوث، من ذلك اللهم أغثنا، اللهم أغثنا، اللهم أغثنا ثلاث مرات، اللهم اسقنا غيثًا مغيثًا هنيئًا مريئًا غدقًا مجلًا سحًا طبقًا عامًا نافعًا غير ضار، تحيي به البلاد وتغيث به العباد وتجعله يا رب بلاغًا للحاضر والباد، هذا من الدعاء الذي دعا به النبي ص: اللهم أنبت لنا الزرع، وأدر لنا الضرع، واسقنا من بركاتك، ويلح في الدعاء ويكرر في الدعاء: اللهم اسقنا الغيث ولا تجعلنا من القانطين، مثلما فعل النبي ص.

الاخبار العاجلة