“تاريخ ظهور الخط العربي” يثير اهتمام مركز الدراسات والأبحاث في تحقيق المخطوط المغربي الأندلسي

“تاريخ ظهور الخط العربي” يثير اهتمام مركز الدراسات والأبحاث في تحقيق المخطوط المغربي الأندلسي

نظم مركز الدراسات والأبحاث في تحقيق المخطوط المغربي الأندلسي بالمملكة المغربية ضمن سلسلة ثقافة المحقق، لقاءه التاسع عشر عن بعد بعنوان ” تاريخ ظهور الخط العربي ونماذج منه” وذلك يومه السبت 7 شعبان 1445ه/ 17 فبراير 2024م، ابتداء من الساعة التاسعة والنصف ليلا. وهو اللقاء الذي استضاف فيه المركز الأستاذ الدكتور عبد المجيد خيالي، المفهرس والمكلف بالموارد البشرية والبحث العلمي في الخزانة الحسنية بالرباط، وبتسيير من رئيس مركز الدراسات في تحقيق المخطوط المغربي الأندلسي، الدكتور محمد زين العابدين رستم.
اللقاء إذن الذي تناول فيه الدكتور خيالي ،كرونولوجيا كتابة العلم منذ البعثة النبوية إلى غاية تطور الخط العربي بأنواعه المشهورة، مبرزا سبب النهي زمن نزول الوحي لكتابة العلم، حتى لا يختلط الحديث الشريف بالقرآن الكريم خصوصا إذا كانا في صفحة واحدة، وهو الأمر الذي انتهى عند خطبة حجة الوداع. لتبدأ حركية التدوين والكتابة بالخط العربي، حيث أبرز الأستاذ المحاضر التطور زمن الأمويين والعباسيين، ودور خلفاء الخلافتين المذكورتين في ذلك، بالإضافة إلى دور الأعاجم في سيرورة التطوير هاته.
السيد المحاضر، أعطى أهمية لانتشار الخط العربي بعد الفتوحات الإسلامية، في إيران وأفغانستان والهند وكذا شمال إفريقيا، سواء تعلق الأمر بالخط المدني أو الخط الكوفي أو غيرهما. حيث عمل أهل المغرب على نشره بأفريقيا الغربية، حتى بات الحديث عن الخط القيرواني والخط السوداني وكذالك خط الثلث أمرا حتميا. وهو الأمر الذي جعل الأحباش يتخذون الخط العربي لتدوين لغتهم.
الدكتور خيالي تحدث كذلك عن تغلغل الخط العربي، في إسبانيا وجنوب فرنسا خلال القرن الثاني للهجرة، ومنذ ذلك التاريخ انتشرت اللغة العربية في الأندلس.كما أن ارتباط كتابة التراث العربي الإسلامي بالخط العربي، جعلت المستعمر –يؤكد المحاضر- يجعل من أولى اهتماماته، رصد الإمكانيات المادية لخبرائه قصد دراسة اللغة العربية وترجمة ما كتب بها من تراث.
فطاحلة الخط العربي الذين عملوا على تطويره عبر الزمن، كان لهم نصيبهم في هذا اللقاء الهام. فقد تم التطرق – على سبيل المثال لا الحصر – ل ” قطبة “، الخطاط العربي الذي كان أول من حول الخط الكوفي إلى المرونة. لتظهر بعده الزخارف والتزاويق بل الطلاء بماء الذهب، دون نسيان الإمام الحسن البصري الذي أخذ الخط عن سيدنا علي بن أبي طالب كرم الله وجهه،وكذا الضحاك بن عجلان وإسحاق وابن مقلة، الذي طور خط النسخ زمن العباسيين، رغم تعرضه لفتنة الوشاية التي تسببت في قطع يديه معا.كما برز في عهد أبي جعفر المنصور، ابن البواب الذي عينه خطاطا فكتب القرآن أربعا وستين مرة بيده.وفي أواخر الدولة العباسية، كان ياقوت المستعصي والذي بالإضافة إلى كونه أديبا وشاعرا كان خطه من أجود الخطوط وهو الذي توفي سنة 698ه.
الدكتور خيالي عرج على ذكر أنواع الخط العربي، مسلطا الضوء على الخط الكوفي باعتباره خطا جافا وجميلا، بلغ جودته في خلافة الإمام علي وحسنه العباسيون في بغداد. هذا بالإضافة إلى إعطاء لمحات عن خط النسخ وخط الثلث، الذي وصفه المحاضر بأنه صعب ولا يعتبر الخطاط خطاطا إلا إذا أتقنه. وكذا خط الرقعة والخط الطغرائي الذي انتشر في عهد الأتراك.
وبما أن اللقاء يتناول الخط العربي، فمن البديهي التحدث عن الكوديكولوجيا، وكل ما ارتبط بمواد وأوراق وجلود وأقلام ومداد وحبر كتابة المتون بالخط العربي، وهو ما تناوله الضيف بالشرح الدقيق،مع ذكر علاقة بعض سلاطين المغرب الأقصى بذلك، كدخول الخط العربي مع مولاي إدريس ودور بقية العلماء في التأثير على الخط العربي بالمغرب والأندلس، ومنه تأثرت جميع الخطوط الإفريقية وتطورت، زيادة على أنه في عهد السلطان الحسن الأول، تم الاهتمام بتزويق المخطوطات بماء الذهب.وارتباطا بهذا، خصص المحاضر فقرة للتحدث عن أنواع الخط المغربي التي قسمها لخمسة أنواع، والتي وصفها بأنها سهلة القراءة ومريحة للعين ونال حظه من التحسين والتطوير.مبرزا تأثر خطوط بلدان المغرب العربي بالخط المغربي منذ عهد المرابطين، وامتد التأثير إلى ليبيا.وفي هذا الإطار، نال خط المسند الذي تسند حروفه يمينا دوره من الاهتمام، وهو الذي يستعمله العدول والموثقون.ثم خط الجوهر، الذي يتميز بملامحه الرشيقة وحروفه الصغيرة المندمجة والمستديرة، وقد أخذ هذا الخط مكانته زمن المرينيين.
ضيوف الحلقة كما جرت العادة، خصص لهم حيز من خلال مداخلات من غرب إفريقيا وليبيا ثم تونس والمغرب الأقصى، والتي أغنت النقاش والمعارف.ليتم بعدها الإجابة على بعض من تساؤلات المتابعين للحلقة والذين – بدون شك – يرجون تخصيص وقت مناسب لتساؤلاتهم، نظير الأهمية والقيمة العلمية التي تمثلها المواضيع التي يتناولها الخبراء، الذين يستضيفهم مركز الدراسات والأبحاث في تحقيق المخطوط المغربي الأندلسي بالمملكة المغربية.
خليفة بوطيب
طالب باحث في سلك الدكتوراه سايس-فاس

الاخبار العاجلة