يركز جزء كبير من تمرين “الأسد الأفريقي” الذي ينظم في المغرب سنويا، على إدارة الكوارث وتدبير الأزمات وكيفية التعامل معها عبر استجابة سريعة وناجعة، ذلك انه طيلة 19 دورة خلال العشرين سنة الأخيرة، راكمت الجيوش المشاركة بما فيها المغرب، تجارب كبيرة في تدبير الكوارث مستفيدة من إمكانات وقدرات الجيش الأميركي، سواء من حيث الخبرة أو التكنولوجيا التي يتم استخدامها.
وتعد الولايات المتحدة الأميركية أقوى بلد في العالم في سرعة الاستجابة للكوارث الطبيعية، وتتوفر على وسائل لوجيستية حديثة في هذا المجال.. وقد استفاد الجيش المغربي من تمارين “الأسد الأفريقي” رفقة الجيش الأميركي وطور قدراته وإمكاناته في تدبير تداعيات الكوارث آخرها زلزال الحوز، فقد أظهر الجيش المغربي استجابة سريعة في التعاطي مع الكارثة حيث انتشر بأوامر ملكية في المناطق المنكوبة وانشأ مخيمات عسكرية ومستشفيات ميدانية لتقديم العلاج وإجراء العمليات لجرحى ومعطوبي الزلزال العنيف الذي ضرب الحوز وتارودانت وورزازات وأزيلال يوم 8 شتنبر 2023.
ويُشهد للقوات المسلحة الملكية بالكفاءة فيما يخص إقامة المستشفيات الميدانية وتقديم الخدمات الطبية المختلفة مع توفير جميع التخصصات سواء تعلق الأمر بطب الأطفال أو النساء والتوليد أو جراحة العظام والمفاصل وإجراء الفحوصات بالأشعة والتحليلات الطبية.
وقد اظهر الجيش المغربي فعاليته في مناسبات سابقة داخل المغرب وخارجه، سواء في المناطق المتضررة من الزلازل او الفيضانات او فترة جائحة فيروس كورونا، أو خارج التراب الوطني كمخيم الزعتري بالأردن الذي انتشرت سمعته في جميع أرجاء المعمور، لذلك ليس بجديد على الجيش المغربي أن يكون في قلب الحدث ويعمل على إدارة الأزمة الناتجة عن الكارثة الطبيعية التي ضربت منطقة الحوز وخلفت 2946 قتيلا إلى حدود الآن.
