شهدت إسبانيا والبرتغال، يوم الاثنين، انقطاعًا مفاجئًا في التيار الكهربائي دام ثوانٍ معدودة، لكنه كان كافيًا ليفضح هشاشة المنظومة الكهربائية في شبه الجزيرة الإيبيرية، ويطرح تساؤلات جدية حول مدى جاهزية هذه الشبكات لمواجهة التحديات المتزايدة.
الخبراء أوضحوا أن هذا النوع من الانقطاعات قد يحدث نتيجة أعطال تقنية أو اختلال في توازن العرض والطلب، خصوصًا في ظل الاعتماد المتزايد على الطاقات المتجددة التي يصعب التحكم في إنتاجها لحظة بلحظة، مثل الطاقة الشمسية والرياح. ففي ذروة الانقطاع، تجاوزت مساهمة الطاقات المتجددة 70%، ما فاقم تقلبات التردد الكهربائي في الشبكة.
ورغم استبعاد فرضية الهجمات السيبرانية، فإن المختصين لم يتمكنوا بعد من تحديد السبب المباشر، مرجحين أن يكون فشل مفاجئ في إحدى محطات النقل أو ضعف الربط الكهربائي بين إسبانيا وباقي أوروبا، قد تسبب في سلسلة من الأعطال التلقائية لحماية المنشآت من أضرار أكبر.
ويحذر الخبراء من أن استمرار غياب المرونة الكافية في منظومة الكهرباء، كالتخزين أو محطات الطوارئ أو الربط الإقليمي القوي، قد يجعل مثل هذه الانقطاعات أكثر تكرارًا وخطورة مستقبلاً، خاصة مع تزايد الاعتماد على الطاقات المتجددة دون تعزيز البنية التحتية المناسبة.
