تشهد مدينة تيسة إقليم تاونات تنظيم الدورة الرابعة والثلاثين لمهرجان الفروسية تحت شعار ” التبوريدة إرث الأجداد يتوارثه الأحفاد ” ، الذي يعد أحد أبرز التظاهرات الثقافية والتراثية بالمغرب، حيث اجتمع عشاق الخيل والفروسية التقليدية من مختلف أنحاء المملكة لمتابعة هذا الحدث المميز. وقد حقق المهرجان نجاحا استثنائيا بفضل الجهود المبذولة من قبل جميع الفاعلين والمنظمين، وعلى رأسهم جمعية الوفاق للفروسية والتنمية التي تميزت بإدارة حكيمة ورؤية واضحة.
برئاسة السيد محمد السلاسي الذي يقوم بالتنسيق ما بين الفاعلين لتكريس التنظيم المحكم ، لتعطي جمعية الوفاق نموذجا يحتذى به في التنظيم والتسيير . فقد حرصت الجمعية على إعداد برنامج غني ومتنوع يعكس العمق الثقافي لتراث الفروسية التقليدية المغربية. لم تقتصر جهود السيد السلاسي وفريق العمل من أفراد إدارة المهرجان على الجانب التنظيمي فقط، بل شملت أيضا تعزيز قيم التعاون والترحيب، مما أسهم في خلق أجواء مثالية لاستقبال آلاف الزوار الذين غصت بهم ساحات المهرجان.
ومن أبرز الشخصيات التي كان لها دور بارز في إنجاح هذه الدورة، الزميل الصحفي يونس لكحل، المسؤول عن خلية الإعلام والتواصل. لقد تميز بحسن استقباله للضيوف، وخصوصا الصحفيين الذين حضروا لتغطية فعاليات المهرجان. الابتسامة التي لم تفارق وجهه كانت دليلا على روح الفريق العالية والإصرار على تقديم أفضل صورة ممكنة لهذا الحدث الكبير.
لا يمكن الحديث عن نجاح الدورة 34 دون الإشادة بالدور الكبير الذي لعبته السلطات الإقليمية و الأمنية من مختلف تشكيلاتها، وعلى رأسها السيد عامل إقليم تاونات سيدي صالح الدحا الذي لم يدخر جهدا لضمان سير المهرجان في أحسن الظروف . كما برزت جهود السلطات المحلية و الدرك الملكي و القوات المساعدة ورجال الوقاية المدنية… الذين عملوا بتفانٍ على تنظيم الحشود وضمان الأمن والسلامة في ظل العدد الكبير من الزوار الذين توافدوا على المهرجان.
لقد أظهرت الدورة الرابعة والثلاثون لمهرجان الفروسية بتيسة أن هذا الحدث ليس مجرد احتفالية، بل هو محطة هامة لإحياء التراث المغربي الأصيل وتعزيز قيم الأصالة والانتماء وخلق الرواج الاقتصادي والتعريف بالمؤهلات السياحية والثقافية والفلاحية التي تتميز بها منطقة دائرة تيسة وإقليم تاونات عموما. وبفضل تظافر جهود الجميع، من منظمين وسلطات محلية وشخصيات فاعلة… يبقى مهرجان الفروسية بتيسة نموذجا مشرفا يُحتذى به في تنظيم التظاهرات الثقافية بالمغرب.
رئيس جمعية الوفاق للفروسية والتنمية المنظمة لمهرجان الفروسية بتيسة، أوضح أن العمل على تنظيم الدورة الحالية للمهرجان قد انطلق منذ شهور وفق مخططات واضحة وبرنامج محكم. وأكد أن هذه الدورة تضمنت أنشطة موازية فنية ورياضية، إضافة إلى دورات علمية تهدف إلى التعريف بأهمية الحفاظ على تراث أصيل ومتجذر في الوعي الجماعي لقبائل الحياينة، تراث يعتز به الجميع بفخر.
كما أشار رئيس الجمعية إلى أن الاستراتيجية التي اعتمدت كان هدفها الرفع من مستوى الدعم الموجه لمربي الخيول وتشجيعهم، إلى جانب العمل على تأهيل البنى التحتية المرتبطة بالفروسية التقليدية في تيسة. وأكد أن الهدف هو تحقيق إشعاع واسع على المستويين الوطني والدولي.
وأضاف أن هذا المهرجان، بالإضافة إلى كونه حدثا ثقافيا وتراثيًا بارزا، يشكل فرصة لخلق رواج تجاري في المنطقة، حيث يعزز الأنشطة الاقتصادية المحلية ويوفر مساحة تسويقية للتجار والحرفيين. كما يُعد متنفسا للأسر في تيسة والمناطق المجاورة، إذ يجمع بين الترفيه والثقافة ويتيح لهم الاستمتاع بأجواء احتفالية مميزة.
وأكد السيد السلاسي على أهمية العمل التشاركي والتعاوني مع مختلف المؤسسات المحلية والإقليمية من سلطات اقليمية ومحلية وجماعات ترابية وجمعيات المجتمع المدني . وفي هذا السياق، أشار إلى أنه عقد اجتماعات مع رؤساء مؤسسات مساهمة في الحدث والفاعلين الجمعويين لتوحيد الجهود وضمان مشاركة فعالة من الجميع لإنجاح الدورة 34 للمهرجان ، مشددا على أن المهرجان يمثل الجميع وأن نجاحه مسؤولية مشتركة.
وختاما، توجه رئيس الجمعية بالشكر الجزيل إلى السيد عامل الإقليم، سيدي صالح الدحا ، تقديرا لجهوده المتواصلة في دعم المبادرات التنموية والثقافية والسياحية ، مشيدا كذلك بمصالح وزارة الفلاحة وبمجلس جهة فاس مكناس على دعمهم ومواكبتهم المستمرة للمهرجان بروح وطنية ومسؤولية عالية، وكذلك للسيد رئيس الغرفة الفلاحية لجهة فاس مكناس السيد مصطفى الميسوري ومن خلاله لكل أعضاء المجلس على المجهودات المبذولة خدمة للفلاحين ومربي الخيول في الجهة.
فكل الشكر والتقدير لكل من يساهم في إنجاح هذا الحدث البارز، متمنين أن تستمر هذه الروح الإيجابية في الدورات المقبلة ليظل مهرجان تيسة رمزا للتقاليد العريقة وروح التعاون والتآخي ما بين المغاربة من طنجة للكويرة العزيزة تحت شعار الله الوطن الملك