شباب يهربون وأرض تغرق: فشل الحكومة المغربية في إنقاذ الوطن

مصطفى مجبر
مصطفى مجبر

في خضم موجة من الأزمات التي تعصف بالمغرب، وبينما تتلاشى آمال الشباب في الحصول على حياة كريمة داخل وطنهم، تقف الحكومة المغربية وحزب الأحرار عاجزين، لا يقدمون سوى الوعود الجوفاء والشعارات الفارغة. مشاهد مروعة تتكرر يومًا بعد يوم، حيث يغامر الشباب بحياتهم، قافزين في أعماق البحار بحثا عن مستقبل مجهول في سبتة، بينما الجنوب المغربي يغرق في الفيضانات، وسط بنية تحتية هشة تكشف عن العجز الكامل في تدبير الأزمات. في ظل هذا الواقع المرير، هل هناك مفر من هذا الفشل الحكومي الذي يخنق البلاد؟

إن ما تشهده الساحة المغربية في الآونة الأخيرة ليس سوى دليل آخر على فشل ذريع للحكومة المغربية، وبالأخص حزب التجمع الوطني للأحرار الذي يتصدر المشهد دون تقديم أي حلول ملموسة للأزمات المتفاقمة. الشباب المغربي، وخاصة أولئك الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و24 سنة، يجدون أنفسهم أمام خيار واحد ألا وهو الهروب… الهروب من وطنهم الذي لم يعد يوفر لهم أدنى مقومات الحياة الكريمة. كيف يمكن أن نقف مكتوفي الأيدي ونحن نرى شبابنا يلقون بأنفسهم في البحر، مخاطرين بحياتهم بحثا عن حياة أفضل في مدينة سبتة، فقط لأن الحكومة عاجزة عن توفير فرص العمل وسبل العيش الكريم؟

إن الحديث عن البطالة والفقر لم يعد جديدا، لكن ما هو أكثر إزعاجا هو هذا التجاهل الممنهج من قِبل حزب الأحرار وحكومته التي تبرع في تقديم الوعود الزائفة دون أي تنفيذ على أرض الواقع… كيف لحزب يدعي قدرته على تغيير الوضع الاقتصادي أن يقف عاجزا أمام زيادة معدلات البطالة والفقر في مناطق مثل الفنيدق؟ هذه المناطق التي تحولت إلى بؤر معاناة جماعية، حيث يجد الشباب أنفسهم محاصرين بين جدران الفقر والبطالة.

وعلى الجانب الآخر، عندما ننظر إلى الجنوب المغربي، نجد أن ورزازات والمناطق المجاورة قد تحولت إلى مسرح للكوارث الطبيعية التي فشلت الحكومة تماما في الاستعداد لها أو التعامل معها… كما ان الفيضانات التي ضربت هذه المناطق ليست مجرد حوادث طبيعية، بل هي نتيجة مباشرة لتغيرات مناخية تتطلب استجابة فورية، لكن ماذا قدمت الحكومة؟ عجز في تدبير الأزمات، بنية تحتية هشة، وطرق مدمرة تعزل القرى وتجعل من حياة سكان الجنوب كابوسا يوميا.

هل هذا هو “النهج الجديد” الذي وعد به حزب الأحرار؟ أم أن الواقع يثبت أن هذا الحزب وحكومته لا يهتمان إلا بالمظاهر الفارغة والتلاعب بآمال المواطنين دون تقديم أي حلول حقيقية؟

في نهاية المطاف، يقف المغرب على حافة هاوية تتسع يوما بعد يوم، بين شباب يهربون من واقعهم المرير بأي ثمن، وقرى تغرق في كوارث طبيعية دون أي دعم أو تدخل فعال. إن هذا الفشل الحكومي الذي يتجلى في كل زاوية من البلاد ليس مجرد إخفاق في السياسات، بل هو تخلي كامل عن مسؤولية رعاية شعب يتوق للأمل والكرامة. إلى متى سيستمر هذا التجاهل؟ وإلى متى سيظل المواطن المغربي وحده في مواجهة مصيره القاسي؟ حان الوقت لتغيير جذري يعيد للوطن روحه وللمغاربة إيمانهم بمستقبلهم.

الاخبار العاجلة