بقلم: حنان الطيبي
أصبحت ظاهرة التسول في المغرب تحديا اجتماعيا يواجهه المجتمع يوما بعد يوم، ناتجا من قبل كل شيء عن الفقر وغياب الفرص الاقتصادية في دفع بعض الأفراد إلى ممارسة التسول كسبيل للعيش
وتمثل ظاهرة التسول واستغلال الأطفال فيها تحديا اجتماعيا معقدا يواجه المجتمع المغربي، وينبثق هذا الواقع من تداخل عوامل متعددة، بدءا من الفقر وانعدام فرص العمل، وصولا إلى ظروف الحياة الصعبة التي تضع الأطفال ضحايا للاستغلال والتسول من قبل محترفين في هذا المجال.
ويعتمد التسول أحيانا على تنظيمات غير رسمية وبشكل عشوائي إما فردي او جماعي .. وتتكرر الجهود للتصدي لها من خلال التشديد على إنشاء برامج اجتماعية وتوفير فرص العمل.
رأي الباحثين الاجتماعيين
ظاهرة التسول في المغرب تتأثر بعوامل متعددة، منها:
الفقر: الفقر يعد أحد أسباب انتشار التسول، حيث يلجأ الأفراد الذين يعانون من ضيق الحال المالية إلى التسول لتأمين احتياجاتهم الأساسية وتحقيق الاكتفاء الذاتي.
البطالة: غياب فرص العمل يزيد من انتشار التسول، خاصة بين الشباب الذين يجدون صعوبة في الحصول على وظائف.
الهجرة غير الشرعية: بعض الأفراد يلجأون إلى التسول كوسيلة للبقاء عندما يجدون أنفسهم في وضع قانوني غير قانوني أو بدون وثائق ومن دون عمل.
العوامل الاجتماعية: تشمل ضعف البنية الاجتماعية وقلة الدعم الاجتماعي وهي عوامل تزيد من احتمالية ممارسة التسول خصوصا أزمة الأرامل والمطلقات ممن تكون على عواتقهن مسؤولية الإنفاق على أسرهن او على أطفالهن في غياب المعيل الأساسي كالأب او الزوج.
كيف تتصدى السلطات المغربية لهذه الظاهرة؟:
تتخذ السلطات المغربية إجراءات للتصدي لهذه الظاهرة، من خلال تكثيف الرقابة على المتسولين وتنظيم حملات لمكافحة التسول، إلى جانب تعزيز البرامج الاجتماعية والتنمية لتحسين ظروف المعيشة وتوفير فرص العمل.
هل هناك قانون يعاقب على التسول في المغرب؟:
نعم، في المغرب، تمتلك الحكومة قوانين تنظم وتعاقب على التسول, إذ يعتبر التسول غير قانوني ويعاقب عليه القانون المغربي، ويتضمن هذا القانون إجراءات تشديد الرقابة وفرض عقوبات على الأفراد الذين يتسولون، وذلك بهدف الحد من هذه الظاهرة والمحافظة على النظام العام.
هل هناك عقوبات حبسية في المغرب على التسول:؟
يمكن توقع فرض عقوبات حبسية على الأفراد الذين يمارسون التسول، وتعتبر العقوبات جزءا من جهود السلطات للحد من هذه الظاهرة وللحفاظ على النظام العام. يمكن أن تتفاوت العقوبات حسب القضايا الفردية والتشريعات المحلية المعمول بها.
استغلال الأطفال في المغرب في التسول
استغلال الأطفال في التسول يشكل قضية حساسة في المغرب، إذ يتعرض بعض الأطفال للاستغلال من قبل بعض الأفراد الذين يجبرونهم على التسول، سواء من خلال التهديد أو التحريض او مقابل أجر مادي لأولياء أمورهم. هؤلاء الأطفال غالبا ما يكونون ضحايا فقر وتهميش اجتماعي.
الحكومة المغربية تتخذ إجراءات لمكافحة هذه الظاهرة، بما في ذلك تشديد الرقابة وتعزيز الحملات لمحاربة استغلال الأطفال في التسول، كما ان الجهود المبذولة لمكافحة هذه الظاهرة تتضمن أيضا تحسين البرامج الاجتماعية وتوفير فرص التعليم والدعم للعائلات المحتاجة بهدف تقليل هذا النوع من الاستغلال.
في خضم الجهود التي يبذلها المغرب لمكافحة ظاهرة التسول واستغلال الأطفال فيها، يظل تحقيق هذا الهدف يتطلب تعاونا مستمرا وصايا بين الحكومة والمجتمع المدني، مع التركيزعلى الأسباب الرئيسية التي تفاقم هذه الظاهرة الاجتماعية.
وأخيرا فمن خلال تعزيز البرامج الاجتماعية وتوفير فرص العمل، وتشديد الرقابة، يمكن تحقيق تغيير إيجابي يخدم مصلحة الأطفال ويسهم في بناء مستقبل أفضل للمجتمع برمته دون الاستهانة بهذه الظاهرة الاجتماعية التي يتكاثر المقبلين عليها يوما بعد يوم إن بسبب الحاجة والفقر أم بدافع الجشع والاحترافية.
