تحث غطاء التراث : مهرجان حب الملوك بصفرو يثير الجدل!

تحث غطاء التراث : مهرجان حب الملوك بصفرو يثير الجدل!
مصطفى مجبر
مصطفى مجبر

بقلم: مصطفى مجبر

كلما حل شهر يونيو، تتجدد في صفرو مأساة مهرجان “حب الملوك”، هذا الحدث الذي من المفترض أن يكون احتفاء بهوية المدينة وذاكرتها الجماعية، لكنه تحول بفضل عبقرية القائمين عليه إلى كرنفال للعبث والارتجال وتبذير المال العام، بلا خجل ولا محاسبة.

الدورة 101؟ دعونا لا ننخدع بالأرقام، فالعبرة ليست في عمر المهرجان، بل في مضمونه ونتائجه.. ومن تابع حفل الافتتاح – وخاصة مهزلة اختيار “ملكة حب الملوك” – يدرك تماما أن صفرو وقعت مرة أخرى ضحية منظومة تنظم الحدث بعقلية الهواة وسلوك المنتفعين.. تنظيم باهت، فقرات مرتجلة، جمهور محتار، وإعلاميون يغادرون القاعة مستائين.. لا أثر للاحتراف، لا ذرة احترام لذكاء الناس، فقط عبث منظم تحت غطاء الثقافة.

أما عن المال العام، فحدث ولا حرج.. كل سنة تضخ ميزانيات محترمة في هذا المهرجان، لكنها تتبخر كما يتبخر حب الملوك في حر يونيو (سبع يام د الباكور).. من يستفيد؟ من يربح؟ ومن يحاسب؟ الأسئلة تتكرر والجواب دائما: صمت رسمي مطبق، وكأن مهرجان “حب الملوك” قد تحول إلى خط أحمر لا يحق لأحد الاقتراب منه.

المضحك المبكي أن الجهات المشرفة تبرر هذا المستوى المهين بعبارات من قبيل “الاحتفال بالتراث” و”تثمين المؤهلات المحلية”.. وغيرها من المسميات الزائفة.. أي مؤهلات؟ وأي تراث؟ حين يستبعد أبناء المدينة ومبدعوها الحقيقيون ويُستبدلون بوجوه مكررة.

وفي خضم هذا العبث، لا يمكن إلا أن ننوّه بالدور الحيوي لرجال الأمن والسلطات المحلية، الذين يسهرون على تأمين الفعاليات والحفاظ على النظام العام رغم كل الفوضى التنظيمية، ويبذلون جهدا مشكورا في ضمان سلامة المواطنين والزوار على حد سواء. فوسط كل هذا الارتجال، يظل حضورهم الصارم والمنضبط صمام أمان ضد انزلاق الأوضاع نحو الفوضى.

صفرو لا تحتاج إلى مهرجان شكلي يستنزف المال العام ويهدى لجوقة من المتملقين والمنظمين الفاشلين.. بل تحتاج إلى رؤية حقيقية، إلى مشروع ثقافي صادق يرتقي بها إلى مصاف المدن التي تحترم تاريخها وسكانها، لا أن تظل رهينة لجوقة تستعمل “حب الملوك” كغطاء لتبرير الفشل.

باختصار، آن الأوان لأن يقال للمسؤولين عن هذه المهزلة: كفى عبثا، كفى استغباء، كفى هدرا لكرامة مدينة تستحق الأفضل. صفرو ليست مزرعة خاصة لأحد، وكرزها أغلى من أن يُستخدم كقناع لتلميع وجوه بلا إنجازات.

الاخبار العاجلة