إهمال الصحفيين بفاس في تغطية مهرجانات جهة فاس-مكناس.. حالة مهرجان صفرو حب الملوك نموذجا

إهمال الصحفيين بفاس في تغطية مهرجانات جهة فاس-مكناس.. حالة مهرجان صفرو حب الملوك نموذجا
مصطفى مجبر
مصطفى مجبر

بقلم: مصطفى مجبر

بين الثقافة والفن، يلعب الإعلام دورا محوريا في نقل صورة حقيقية عن الفعاليات وإبرازها بشكل يليق بها وبالمجتمع الذي تحتضن فعالياته… إلا أن واقع الحال في جهة فاس مكناس، وخاصة خلال مهرجان حب الملوك بصفرو، يعكس مشهدا مختلفا ينم عن إهمال واضح للصحفيين المحليين، خصوصا من قبل المدير الجهوي للثقافة، الذي يفترض أن يكون داعما ومحفزا لهم.

مهرجان حب الملوك، الذي فقد بريقه من يوم تسلم السيد المدير فؤاد المهداوي زمام أموره، المهرجان الذي يقام في صفرو، تحول في نسخته الحالية إلى مناسبة تعاني من الفوضى والإقصاء، لم تقتصر فقط على الفرق الفنية المحلية التي حرمت من المشاركة، بل تعداه ليشمل الصحفيين الذين وجدوا أنفسهم خارج دائرة التغطية والإعلام، محرومين من حقهم في متابعة فعاليات مهرجان مدينتهم ونقلها لجمهورهم.

هذه الإشكالية تتجلى في أن إدارة المهرجان تتخذ قراراتها كلها من مدينة فاس، مع تجاهل شبه تام للمسؤولين والفاعلين المحليين في صفرو، ما أدى إلى شعور بالهامشية والإقصاء من طرف الفاعلين الثقافيين والصحفيين على حد سواء. والمثير للدهشة أن المدير الجهوي للثقافة، السيد فؤاد المهداوي، الذي يشرف على المشهد الثقافي والفني بالجهة، لم يظهر أي مبادرة حقيقية لتغيير هذا الواقع أو لدعم الإعلام المحلي الذي هو شريك أساسي في نجاح أي فعالية ثقافية.

بل إن هناك ممارسة ملحوظة تتمثل في تفضيل وجوه إعلامية بعينها، ترتبط بعلاقات خاصة مع المسؤولين، على حساب صحفيين محليين مستقلين أو جهات إعلامية أخرى، ما يزيد من تعميق الإحساس بالتمييز والإقصاء داخل الوسط الإعلامي بالجهة.

الإعلام المحلي في فاس وصفرو ليس مجرد مراقب سلبي، بل هو القوة الحقيقية التي تستطيع تسليط الضوء على الإيجابيات وكشف السلبيات، وهو المنصة التي يجب أن تمنح فيها فرص المشاركة والتغطية بشكل عادل ومنصف… الإقصاء المتكرر لهؤلاء الصحفيين يضعف المهرجانات ويفقدها مصداقيتها، ويحولها إلى أحداث تدار بشكل روتيني لا يعكس الصورة الحقيقية للموروث الثقافي.

إن ما يحدث في مهرجان حب الملوك هو نموذج يعكس أزمة أعمق في إدارة الشأن الثقافي بالجهة، حيث يُنظر إلى الإعلام كمجرد جهة ثانوية، وليس كشريك استراتيجي. المطلوب اليوم هو إعادة النظر في هذه السياسات، ودعم الصحفيين المحليين بكل الوسائل الممكنة، لكي يلعبوا دورهم الطبيعي في بناء صورة حضارية تعكس ثراء وجمال التراث الفني والثقافي في فاس مكناس.

في النهاية، لا يمكن لأي مهرجان أو فعالية ثقافية أن تنجح فعليًا دون دعم الإعلام المحلي، ودون إشراك حقيقي للفاعلين المحليين في تنظيم وتسيير هذه الأحداث.. فالصحفي هو عين المدينة ولسانها، ومن دونه تفقد الفعاليات روحها وسمعتها.

الاخبار العاجلة