في إطار الجهود المتواصلة لتطوير وتعميق أواصر التعاون الدفاعي بين المغرب والهند، استقبلت العاصمة الرباط وفداً عسكرياً هندياً رفيع المستوى يضم 16 من كبار ضباط الجيش، بينهم خمسة من دول صديقة للهند، في زيارة رسمية استمرت من 1 إلى 7 يونيو 2025.
وقد ترأس الوفد اللواء أجاي كومار سينغ، من كلية الدفاع الوطني الهندية، حيث بدأ الوفد لقاءاته الرسمية بلقاء مع السفير الهندي في المغرب، سانجاي رانا، الذي استعرض أمام الضباط مسار العلاقات الثنائية بين البلدين وملامح التعاون العسكري القائم، مؤكداً على أهمية الزيارة في استكشاف آفاق جديدة لتعزيز هذا التعاون.
وجاءت هذه الزيارة عقب لقاء سابق جمع السفير الهندي عبد اللطيف لودي مع الوزير المنتدب لدى رئيس الحكومة المكلف بإدارة الدفاع الوطني المغربي، حيث بحث الطرفان سبل تعميق الشراكة الدفاعية بين الرباط ونيودلهي.
في سياق متصل، يولي المغرب أهمية استراتيجية كبيرة لتوطين الصناعات الدفاعية، سعياً نحو تحقيق استقلالية دفاعية وتقليل الاعتماد على الخارج، وهو توجه مدعوم بتوجيهات ملكية واضحة. وفي هذا الإطار، وقّع المغرب في العام الماضي اتفاقية شراكة استراتيجية مع مجموعة “TATA” الهندية، تهدف إلى إنشاء وحدة صناعية داخل المملكة لصناعة المركبات القتالية البرية من طراز “WhAP 8×8”.
وأكد الملك محمد السادس في خطابه بمناسبة الذكرى 69 لتأسيس القوات المسلحة الملكية، أن توطين الصناعات العسكرية لم يعد خياراً بل مساراً استراتيجياً لضمان استقلالية المملكة في مجال الدفاع، مشيراً إلى حرص الدولة على توفير بيئة قانونية ولوجيستيكية جاذبة للاستثمارات الأجنبية في هذا القطاع الحيوي.
تأتي هذه المبادرات لتعزز مكانة المغرب كفاعل إقليمي في الأمن والدفاع، وترسخ التعاون مع الهند كركيزة أساسية في تحقيق هذه الرؤية الطموحة.